تهديد بمليار دولار.. تقنية جديدة قد تنقذ فنجان القهوة اليومي
في إنجاز علمي واعد، طوّر باحثون في جامعة إديث كوان تقنية جديدة قد تُحدث تحولًا كبيرًا في مواجهة أحد أكبر التهديدات التي تواجه قطاع القهوة العالمي، وهو سوسة توت القهوة، التي تسببت وحدها بخسائر تجاوزت مليار دولار خلال عام 2023.
تعتمد التقنية الجديدة على برمجيات متقدمة تُستخدم عبر طائرات مسيّرة، قادرة على رصد علامات الإصابة بهذه الآفة من خلال تتبع الحطام الذي تتركه خلفها، بدلًا من محاولة اكتشاف الحشرة نفسها التي يصعب رؤيتها بالعين المجردة بسبب صغر حجمها.
قال الدكتور ديفيد كوك، الباحث في جامعة إديث كوان:
“من الصعب للغاية تحديد مكان سوسة توت القهوة لأنها صغيرة للغاية، ولكننا بدلًا من البحث عن الحشرة، قررنا تتبع آثارها، فكما تترك عملية الحفر في الخشب نشارة حول الفتحة، تترك هذه السوسة حطامًا واضحًا يسمى ‘الفرَس’ عند دخولها إلى التوتة، مما يجعل من السهل رصده.”
وتكمن أهمية هذه التقنية في السرعة التي تتيح بها اكتشاف الإصابة، إذ تُعتبر سرعة الاستجابة عنصرًا حاسمًا في منع انتشار العدوى من ثمرة إلى أخرى ومن شجيرة إلى أخرى، مما قد يؤدي إلى تدمير كامل المحصول.
“عند تجاهل وجود الإصابة، تنتشر بسرعة مدمّرة عبر المزرعة بأكملها. هذه التقنية تمكّن المزارعين من اتخاذ قرارات فورية بشأن الأجزاء المتضررة وبدء العلاج قبل فوات الأوان”، يضيف الدكتور كوك.
من جانبها، أوضحت الدكتورة ليزا آرمسترونغ، كبيرة المحاضرين والمؤلفة المشاركة في البحث، أن هذه التكنولوجيا تحمل فوائد اقتصادية كبيرة، خصوصًا في مناطق إنتاج القهوة الرئيسية مثل أمريكا الجنوبية، وإندونيسيا، وأفريقيا.
“القهوة محصول ذو قيمة عالية، وإذا تمكنّا من حماية المحصول من الإصابة بدلًا من فقدان جزء كبير منه، فإن ذلك يعني تحسنًا ماليًا مباشرًا للمزارعين. وعلى المستوى العالمي، وجود قهوة عالية الجودة بكميات كافية قد يساعد في استقرار الأسعار ويمنع ارتفاعها بشكل كبير بسبب النقص.”
وقد طوّر هذا النظام طالب الماجستير كريس نابيير، حيث صمّم خوارزمية تعتمد على مربعات لونية لرصد الحجم والشكل وعدد الثمار، ضمن عملية دقيقة لاكتشاف أي شذوذ في المحصول.
ويُتوقع أن تتجاوز فوائد هذه التقنية قطاع القهوة فقط، إذ يمكن تكييفها لرصد أمراض وآفات أخرى في محاصيل زراعية مشابهة، مثل العنب وغيره من النباتات التي تنمو في مجموعات.
“مع تزايد استخدام الطائرات المسيّرة في الزراعة، فإن هذا النوع من البرمجيات يمكّن المزارعين من تحديد الإصابات المرضية في وقت قياسي، دون الحاجة لفحص يدوي دقيق”، يوضح نابيير.