قهوة نادرة تقاوم التغير المناخي وتلفت الأنظار
في تقرير مصور حديث، سلطت وكالة الأسوشيتد برس الضوء على قهوة إكسيليسا، وهي إحدى الأنواع النادرة والمقاومة للجفاف بخصائص فريدة. ونظرًا لأهمية هذا الاكتشاف، نعيد نشر هذا التقرير في “عالم القهوة” لاستكشاف الإمكانيات المستقبلية لهذه القهوة في قطاع القهوة المختصة.
قهوة قد تصمد في وجه المستقبل
مع تصاعد تأثير الاحتباس الحراري على محاصيل القهوة في جميع أنحاء العالم، يتجه الباحثون والمزارعون نحو أنواع بديلة يمكنها التكيف مع الظروف القاسية. وتبرز قهوة إكسيليسا، التي تنمو في جنوب السودان وعدد من الدول الإفريقية الأخرى، كحل واعد بفضل جذورها العميقة وأوراقها السميكة ومقاومتها الطبيعية للآفات، ما يجعلها قادرة على الصمود حيث تعاني الأرابيكا والروبوستا.
في مزارع منطقة نزرا بولاية غرب الاستوائية في جنوب السودان، تراقب المزارعة كاثرين باشياما أغصان أشجار قهوة إكسيليسا التي زرعتها قبل ثلاث سنوات، باحثة عن أولى ثمارها. وعندما تلمس الكرز الصغير، تبتسم قائلة: “هذه القهوة تمنحني الأمل”، مشيرة إلى رغبتها في تأمين مستقبل أفضل لأطفالها.
صناعة القهوة العالمية تلتفت إلى إكسيليسا
تم اكتشاف قهوة إكسيليسا قبل أكثر من قرن، لكنها ظلت غير معروفة إلى حد كبير بسبب هيمنة الأرابيكا والروبوستا. ومع تغير المناخ وارتفاع أسعار القهوة إلى مستويات قياسية، بدأت هذه القهوة تثير اهتمام الأسواق العالمية. ويتوقع الخبراء أن تشهد البرازيل، أكبر منتج للقهوة في العالم، انخفاضًا بنسبة 12% في محصولها هذا العام بسبب الجفاف.
“المزارعون في جميع أنحاء العالم يواجهون خيارات صعبة”، يقول آرون ديفيس، رئيس قسم أبحاث القهوة في حدائق كيو النباتية الملكية في لندن. “وقد تكون إكسيليسا جزءًا من الحل.”
فصل جديد في تاريخ القهوة بجنوب السودان
على عكس إثيوبيا وأوغندا، لم يكن جنوب السودان معروفًا كدولة منتجة للقهوة. فقد تراجعت زراعة القهوة هناك بسبب عقود من النزاعات التي دفعت المزارعين إلى هجر أراضيهم. لكن اليوم، تسعى شركات مثل “إيكواتوريا تيك” إلى إحياء الصناعة من خلال توزيع شتلات إكسيليسا على المزارعين المحليين وتدريبهم على ممارسات الزراعة المستدامة.
“لقد قمنا بتجربة إكسيليسا لسنوات، وأظهرت مقاومة قوية للحرارة”، يقول إيان باترسون، المدير العام لشركة “إيكواتوريا تيك”. “نأمل في توسيع الإنتاج وتقديم هذه القهوة للأسواق المختصة.”
من المتوقع أن يتم تصدير أولى الدفعات التجارية إلى أوروبا هذا العام، مع إبداء كبار المشترين اهتمامهم. ويقدر الخبراء أن إكسيليسا قد تساهم بملايين الدولارات في الاقتصاد المحلي بحلول عام 2027. لكن لا تزال هناك تحديات، مثل ضعف البنية التحتية وارتفاع تكاليف النقل.
التغلب على التحديات لتحقيق مستقبل مستدام
رغم إمكانياتها الواعدة، تواجه صناعة القهوة في جنوب السودان عقبات لوجستية، حيث تتطلب عمليات تصدير القهوة رحلات طويلة ومكلفة، مع تكاليف شحن أعلى بكثير من الدول المجاورة. كما أن عدم الاستقرار السياسي ونقص ثقة المستثمرين يشكلان عقبات أمام التوسع الكبير في الإنتاج.
ومع ذلك، يرى المزارعون المحليون أن إكسيليسا تمثل فرصة للخروج من دائرة الفقر. “مع القهوة، يمكننا تحقيق الاستقلال المالي”، يقول المزارع تابان جون. “أرغب في استخدام أرباحي لشراء دراجة وإرسال أطفالي إلى المدرسة.”
إكسيليسا ليست مجرد محصول زراعي، بل فرصة للمزارعين في جنوب السودان لإعادة بناء حياتهم، ولصناعة القهوة العالمية لإيجاد حلول لمواجهة التغيرات المناخية.
View this post on Instagram