أحمد الراشد: من عالم المبيعات إلى ريادة المحتوى في القهوة المختصة

أحمد الراشد: من عالم المبيعات إلى ريادة المحتوى في القهوة المختصة

برز أحمد الراشد كأحد أوائل صانعي المحتوى المتخصصين في القهوة داخل العراق، حيث استطاع عبر سنوات من العمل والشغف أن يصبح مدربًا معتمدًا من جمعية القهوة المختصة (SCA) ومسهمًا فاعلًا في نشر ثقافة القهوة المختصة. في هذا الحوار، يحدثنا الراشد عن رحلته من عالم المبيعات إلى صناعة القهوة، التحديات التي واجهها، وأبرز تطورات السوق العربي والعالمي في هذا المجال.

كيف بدأت رحلتك مع القهوة، وما الذي دفعك لدخول هذا المجال؟

عملتُ لسنوات في مجال المبيعات والتدريب في شركات الهواتف المحمولة، وخلال سفري المتكرر، أتيحت لي الفرصة لتجربة العديد من المقاهي، الجيدة منها والسيئة. هذا الأمر جعلني أطرح على نفسي تساؤلًا: لماذا لا أكون جزءًا من تحسين هذا المجال؟ لكن قبل ذلك، كان لا بد لي من تطوير ذاتي ومعرفتي بالقهوة، وهكذا بدأت رحلتي.

ما الذي دفعك إلى صناعة المحتوى في القهوة؟

رأيتُ أن صناعة محتوى القهوة تمثل تحديًا فريدًا، فهي تتطلب معرفة دقيقة ومنهجية علمية، ولا تعتمد فقط على الذائقة الشخصية. إضافة إلى ذلك، عندما بدأت في 2019، لم يكن هناك أي صانع محتوى متخصص بالقهوة في العراق، ما منحني دافعًا إضافيًا لأكون أول من يسد هذه الفجوة.

كيف تطورت مسيرتك المهنية حتى أصبحت مدربًا معتمدًا من جمعية القهوة المختصة (AST SCA) في الباريستا والتقطير؟

بفضل خبرتي الطويلة في المبيعات والتسويق، وحصولي على شهادات متخصصة مثل TOT من جامعة نيويورك، كنت معتادًا على التدريب والتعليم. كما أن خلفيتي الأكاديمية في علوم الكيمياء ساعدتني في فهم القهوة من منظور علمي، فالقهوة في جوهرها علم كيميائي. بعد اكتسابي المعرفة الكافية، قررت الانتقال من عالم الهواتف المحمولة إلى المجال الذي شغفت به حقًا: القهوة.

ما أبرز التحديات التي واجهتك كصانع محتوى متخصص في القهوة؟

أهم التحديات كانت تحقيق التوازن بين الحياة العائلية ومتطلبات صناعة المحتوى، التي تحتاج إلى وقت وجهد كبيرين، فضلًا عن السفر المستمر.

كيف ساهمت صناعة المحتوى في نشر ثقافة القهوة المختصة؟

كوني أول صانع محتوى متخصص في هذا المجال داخل العراق، سهل ذلك وصول المعرفة الصحيحة إلى الجمهور، مما ساعد على رفع الوعي بثقافة القهوة المختصة. هذا التأثير دفع المقاهي والمطاعم لتحسين معايير الجودة وتقديم منتجات أفضل.

هل لاحظت تغيرًا في نظرة الناس إلى القهوة مع مرور الوقت؟

بالتأكيد، والدليل على ذلك ظهور العديد من الهواة وصانعي القهوة المنزلية (هوم باريستا)، إضافة إلى تزايد اهتمام الناس بمعرفة تفاصيل القهوة المختصة.

ما العوامل التي تجعل صانع المحتوى في القهوة ناجحًا اليوم؟

المعرفة الدقيقة، التجربة المستمرة، وتقبل الرأي الآخر، فصناعة المحتوى ليست مجرد نقل للمعلومات، بل تحتاج إلى تطوير مستمر.

كيف ترى مستقبل سوق القهوة المختصة في الإمارات؟

في السابق، كانت السعودية تتصدر الدول العربية في هذا المجال، لكنني أعتقد أن الإمارات ستبرز بقوة في السنوات القادمة، نظرًا لاهتمامها الكبير بالقهوة المختصة، واستقطابها لكبرى الشركات، وافتتاح محامص جديدة بوتيرة متسارعة. كما أن تنظيم معرض عالم القهوة في دبي (WOC Dubai) عزز مكانتها في هذا المجال.

ما الفروقات الرئيسية بين مشهد القهوة في الإمارات وبقية دول الخليج؟

الإمارات تمتلك بيئة استثمارية متطورة، ما يسمح لها باستقطاب أهم العلامات التجارية والعاملين في هذا المجال من مختلف أنحاء العالم، مما يعزز التنوع والجودة في السوق.

كيف يتفاعل العالم العربي مع ثقافة القهوة المختصة، وما أبرز التحديات التي تواجه الصناعة في المنطقة؟

نحن العرب من أوائل الشعوب التي عرفت القهوة، ولذلك التحدي الأكبر هو أن نكون في طليعة الدول المنتجة والمطورة لصناعة القهوة المختصة، لا أن نكتفي بدور المستهلك.

هل هناك اهتمام متزايد بالتعليم والتدريب في مجال القهوة في العالم العربي؟

نعم، وبشكل واضح جدًا، فالإقبال على الدورات التدريبية والورش المتخصصة في ازدياد ملحوظ، ما يعكس نمو الوعي بأهمية هذا المجال.

كيف تصف ثقافة القهوة في العراق اليوم؟

في السابق، كان مفهوم القهوة يقتصر على الجانب التجاري، لكن خلال العامين الماضيين، شهد السوق تحولًا سريعًا نحو القهوة المختصة.

ما العوامل التي تساهم في انتشار القهوة المختصة في العراق؟

هناك أربعة عوامل رئيسية:

  1. صانعو المحتوى الذين ينشرون المعرفة حول القهوة المختصة.
  2. المدربون المعتمدون الذين يقدمون معلومات صحيحة، حيث أن بعض من يدّعون أنهم مدربون يفتقرون للأساس النظري.
  3. التجار والمستوردون الذين يحرصون على توفير أنواع عالية الجودة من القهوة المختصة.
  4. المحامص المحلية المتخصصة، التي تعد العامل الأهم في نمو هذا القطاع.

ما أبرز التحديات التي تواجه سوق القهوة العراقي؟

قلة الوعي العام بالقهوة المختصة، صعوبة استيراد البن عالي الجودة، ونقص برامج التدريب المتخصصة.

هل هناك مبادرات أو علامات تجارية عراقية واعدة في مجال القهوة؟

نعم، شهدنا في السنوات الأخيرة مبادرات مهمة من قبل رواد مهتمين بهذا المجال، وأحد الأمثلة على ذلك أكاديمية كافا التي أطلقتها، حيث تقدم تدريبًا متخصصًا واستشارات مجانية لدعم المشاريع الناشئة في القهوة المختصة.

كيف ترى مستقبل سوق القهوة العراقي مقارنة بالدول العربية؟

في السنوات القادمة، أتوقع أن يكون العراق منافسًا قويًا في هذا المجال، نظرًا للنمو السريع وزيادة الوعي بالقهوة المختصة.

مع التطورات التكنولوجية والذكاء الاصطناعي، كيف تتوقع أن يكون مستقبل القهوة؟

التكنولوجيا تسهل الكثير من العمليات في هذا المجال، سواء من حيث التحضير أو الإنتاج، ما يجعل مستقبل القهوة مشرقًا للغاية.

ما التحديات الكبرى التي تواجه قطاع القهوة عالميًا اليوم؟

التغير المناخي وارتفاع أسعار البن، ما ينعكس على إنتاج القهوة وسلاسل التوريد العالمية.

ما نصيحتك للمبتدئين في صناعة القهوة وصناعة المحتوى؟

التعلم المستمر هو الأساس. لا تتوقف عند مستوى معين، بل واصل البحث والتجربة، فالمعرفة هي مفتاح النجاح في هذا المجال.

Spread the love
نشر في :