الإرث الحي.. اليمن يكشف عن 33 قهوة نادرة في مزاد 2025

الإرث الحي.. اليمن يكشف عن 33 قهوة نادرة في مزاد 2025

دبي / صنعاء – أغسطس 2025 (قهوة ورلد) – تتجدد حكاية القهوة من جبال اليمن. فقد أعلن مزاد أفضل قهوة يمنية 2025 عن نتائجه، كاشفًا عن 33 دفعة استثنائية تجسد عبق التاريخ وقوة الصمود. وجاء شعار هذا العام الإرث الحي تكريمًا للمزارعين والمدرجات والقرى التي حافظت على هوية القهوة اليمنية لأكثر من خمسة قرون.

في الصدارة يبرز اسم يحيى الفقيه من قرية الجدعان في الحيمة الخارجية. محصوله من صنف اليمنية المعالج طبيعيًا لم يتجاوز 37 رطلاً فقط، لكنه حصد 90.45 نقطة، ليُتوَّج كأعلى قهوة في المزاد. في فنجانه تنبض نكهات الياسمين وزنابق صفراء وخوخ وفراولة مخمرة وتوت أزرق مع لمسة تفاح أخضر. قصة يحيى ليست مجرد أرقام؛ إنها حكاية عائلة تتوارث الزراعة منذ ثلاثة قرون، نساؤها في قلب موسم الحصاد، ومدرجاتها الحجرية شاهدة على مقاومة الجفاف والآفات والسنين.

إلى جانبه تألقت دفعات أخرى لا تقل روعة: مغرب عنس XV (90.29) من صنف كينت بتقنية Alchemy الدقيقة، ومزارعات حجرات العين XV (90.16) من ارتفاعات شاهقة بلغت 2300 متر، وبيت ياسين XI (90.16) الذي جمع بين التاريخ والأزهار والنكهات الفريدة.

ولعل الأبرز هذا العام هو الحضور النسائي اللافت؛ إذ أسهمت النساء بـ 14 دفعة من أصل 33 – أي 42% من الإجمالي. من حجرات العين إلى الميزاب، تروى قصص ملهمة عن نساء اقتلعن القات لزراعة القهوة، وبعن الذهب لشراء شتلات جديدة، وعملن من شروق الشمس حتى غروبها ليورّثن أبناءهن المدرجات والإرث معًا.

كما برز المزاد بتنوّع طرق المعالجة التي جمعت بين الأصالة والتجديد: المعالجة الطبيعية حافظت على نقاء التربة، وتقنيات Alchemy منحت القهوة طبقات إضافية من الحلاوة والوضوح، فيما أضاف العسل الكربوني من بني زيدان لمسة نادرة جمعت بين الإبداع وحماية الموارد.

من اثنتي عشرة قرية جبلية يتراوح ارتفاعها بين 1800 و2300 مترًا، جاءت هذه الدفعات لتعكس أكثر من مجرد محاصيل زراعية؛ إنها روايات صمود محفورة في المدرجات. كل حجر وكل شجرة يقصان حكاية عائلات واجهت شظف العيش والعزلة، لكنها واصلت إنتاج قهوة تُعد من الأندر والأكثر قيمة في العالم.

في 18 سبتمبر 2025، سينطلق المزاد بنسخته السابعة بالشراكة مع “تحالف التميز في القهوة”، حيث يتسابق المشترون من مختلف دول العالم لاقتناص هذه الكنوز. أما اليمن، فسيضيف بذلك فصلًا جديدًا إلى ملحمة قهوته التي ما زالت تُروى منذ مئات السنين.

فالقهوة اليمنية ليست مجرد شجرة تُزرع، ولا محصولًا يُباع. إنها حياة متجذّرة تُعاش جيلاً بعد جيل.

Spread the love
نشر في :
WhatsApp Icon