قطاع القهوة في البرازيل يواصل مواجهة تحديات المناخ

بعد مرور ثلاث سنوات على موجة الصقيع التاريخية التي ضربت قطاع القهوة في البرازيل، ما زال المزارعون في البلاد يكافحون للتعافي من آثارها. كما ورد في تقرير القهوة العالمي، يكشف التقرير عن الأضرار الجسيمة التي خلفها صقيع عام 2021 على مزارع القهوة البرازيلية، وكيف تعيق الظروف المناخية المتقلبة الحالية جهود التعافي.

تشتهر مزارع القهوة في البرازيل بامتدادها على مساحات شاسعة من بارانا إلى ميناس جيرايس، التي تنتج ما يقارب نصف القهوة في البلاد. ومع ذلك، أدت الظروف المناخية الأخيرة إلى تساقط أوراق الشجر وتلف الأغصان بشكل واسع، مما أثر على إنتاج القهوة العربية في مناطق رئيسية مثل سيرادو مينيرو وألتا موجيانا.

قطاع متضرر وتحديات مناخية جديدة

من 11 إلى 14 أغسطس 2024، ضربت جبهة باردة جديدة مناطق إنتاج القهوة في البرازيل، مما وجه ضربة جديدة للنباتات التي بدأت تتفتح مبكرًا. أثر هذا الصقيع على المناطق التي كانت قد تأثرت مسبقًا بالإجهاد المناخي، مثل كامبوس ألتوس في ميناس جيرايس، حيث أفاد المزارع مارسيلو باتيرنو بانخفاض كبير في حجم المحصول. وأكد تقرير من شركة كوكسيبي، أكبر تعاونية قهوة في البرازيل، أن حصاد 2024 لم يصل إلى مستوى التوقعات، رغم التنبؤ بزيادة المحصول مقارنة بعام 2023.

ويتوقع المحللون أن يكون إنتاج القهوة لعام 2024 أقل بنسبة 10% على الأقل مقارنةً بالعام السابق. وكانت وزارة الزراعة البرازيلية قد قدرت في البداية حصاد عام 2024 بنحو 58.8 مليون كيس، بزيادة تبلغ 6.8% عن إنتاج 2023، إلا أن التقديرات انخفضت في سبتمبر إلى 54.79 مليون كيس بسبب الطقس السيئ. وتشير التوقعات إلى أن الأرقام النهائية قد تنخفض أكثر بحلول نهاية العام.

الجفاف المستمر وتأثيره على المحاصيل المستقبلية

في العديد من المناطق مثل ألفيناس وألتا موجيانا، أدت فترات الجفاف الطويلة ودرجات الحرارة المرتفعة إلى تفاقم التحديات، حيث تسببت هذه الظروف في ظاهرة “الإزهار المتوتر”، حيث تنتج الأشجار أوراقًا إضافية للتعويض عن الأضرار، مما يقلل من إنتاج المحصول. وأوضح فيسينتي زوتي، محلل القهوة من فرانكا، أن بعض المزارع بقيت دون مطر لأكثر من أربعة أشهر، مما أدى إلى إجهاد كبير للأشجار قد يؤثر على إنتاجية عام 2025.

وبالإضافة إلى القهوة العربية، تأثرت أيضًا محاصيل روبوستا في ولاية إسبيريتو سانتو، حيث تسببت الأمطار الغزيرة والرياح في إزالة أوراق الأشجار بشكل كبير، ومن المتوقع أن ينخفض إنتاج عام 2025 بنسبة 30%. وفقًا للخبير الاقتصادي البرازيلي ماركو أنطونيو جاكوب، فإن محصول روبوستا لهذا العام قد انخفض بالفعل بمعدل 35% على الأقل.

مستقبل مليء بالتحديات لإنتاج القهوة في البرازيل

يستعد قطاع القهوة البرازيلي لمواجهة خامس موسم حصاد صغير على التوالي في دورة 2025/2026. وقد لا تعود الأنماط الموسمية السابقة التي كانت تتميز بمحاصيل مرتفعة تليها محاصيل منخفضة بسبب الأضرار المستمرة من صقيع عام 2021 وتحديات المناخ المتواصلة. ويبقى من غير المؤكد ما إذا كان بإمكان الصناعة العودة إلى مستويات الإنتاج السابقة لعام 2021، حيث يقترح الخبراء أن التعافي الملحوظ قد لا يحدث قبل عام 2026.

وقد شهدت أسعار قهوة أرابيكا تقلبات في ظل هذه التطورات، مما يعكس المخاوف العالمية بشأن مستقبل إنتاج القهوة في البرازيل. ومع استمرار التقلبات المناخية، يواجه منتجو القهوة البرازيليون عقبات كبيرة في جهودهم لاستعادة الاستقرار لمحاصيلهم.

نُشرت هذه الأخبار لأول مرة في عدد نوفمبر/ديسمبر 2024 من تقرير القهوة العالمي.

نشر في :