مخزون القهوة في البرازيل يوشك على النفاد مع ارتفاع الأسعار إلى مستويات قياسية

مخزون القهوة في البرازيل يوشك على النفاد مع ارتفاع الأسعار إلى مستويات قياسية

تواجه البرازيل نقصًا حادًا في مخزون القهوة، حيث باع المزارعون معظم محصول 2024 وسط موجة جفاف قاسية وارتفاع غير مسبوق في الأسعار العالمية. هذا الانخفاض الكبير في المخزون يضع محامص القهوة أمام تحديات كبيرة في تأمين الإمدادات، بينما تستمر الأسعار في الارتفاع.

 أصبحت مستودعات القهوة في البرازيل، التي كانت تعجّ بملايين الأكياس، شبه فارغة، مع بيع المزارعين لمعظم محصولهم قبل أشهر من الحصاد الجديد. وفي ظل موجة جفاف شديدة وطلب عالمي متزايد، قفزت الأسعار إلى مستويات قياسية، حيث تضاعفت تقريبًا خلال الأشهر الـ 14 الماضية.

وارتفع سعر قهوة الأرابيكا، التي تُستخدم في معظم القهوة المطحونة والمحمصة، بنسبة 70% في عام 2024، ثم زاد بنسبة 20% أخرى في أوائل 2025، متجاوزًا 4.30 دولارًا للرطل في منتصف فبراير. أما الروبوستا، المستخدمة غالبًا في القهوة الفورية، فقد شهدت ارتفاعًا بنسبة 72% في العام الماضي، ووصلت إلى 5,847 دولارًا للطن المتري في فبراير.

ومع توقعات بتجاوز الاستهلاك العالمي لإجمالي الإنتاج للمرة الرابعة في السنوات الست الماضية، يواجه السوق ضغوطًا متزايدة.

أزمة الإمدادات تتفاقم مع تناقص المخزون

في البرازيل، أكبر منتج للقهوة في العالم، يتجلى تأثير الأزمة في نقص المخزون لدى كبار التعاونيات الزراعية.

وقال ويليان سيزار فرييريا، مدير المبيعات في تعاونية كوكابيك، وهي واحدة من أكبر التعاونيات البرازيلية، “لم نرَ مستويات مخزون بهذا الانخفاض في هذا الوقت من العام من قبل.” وأوضح أن كوكابيك، التي تلقت 1.1 مليون كيس فقط من المزارعين في عام 2024 مقارنة بـ 1.5 مليون كيس في 2023، تتوقع استمرار النقص حتى بداية موسم الحصاد الجديد.

وفي تعاونية كوكشوب، أكبر تعاونية للقهوة في البرازيل، تبدو المستودعات ممتلئة، لكن معظم القهوة المخزنة فيها قد تم بيعها بالفعل وهي بانتظار الشحن. وقال أندريه سيلفا بينتو، منسق التخزين في التعاونية: “ما يبدو كميات كبيرة من القهوة في المخازن، هو في الواقع شحنات مباعة مسبقًا سيتم إرسالها قريبًا.”

وأكد لويس فيرناندو دوس ريس، المشرف على مبيعات كوكشوب، أن المزارعين باعوا 90% من محصول 2024، وهو أقل مخزون مسجل على الإطلاق. وأكدت بيانات السوق هذه التقديرات، حيث أشارت شركة سافراس آند ميركادو إلى أن 88% من المحصول قد تم بيعه بالفعل، بينما ذكرت شركة الوساطة باين أغرونغوسيوس أن ما تبقى لا يتجاوز 8%.

ضبابية السوق قبل الحصاد الجديد

مع استمرار الصادرات في استنزاف المخزون، من المتوقع أن تصبح المستودعات شبه فارغة بحلول شهر مايو، في حين لن يبدأ الحصاد الجديد حتى أواخر مايو أو يونيو. ووفقًا لتوقعات التعاونية، فإن أولى شحنات المحصول الجديد لن تكون متاحة قبل يوليو، مما يزيد من التحديات أمام السوق.

وفي حين أن معظم المزارعين باعوا كامل محصولهم، قرر البعض الاحتفاظ بجزء منه تحسبًا لتقلبات السوق. فعلى سبيل المثال، قال المزارع باولو أرميلين، الذي يزرع القهوة في منطقة سيرادو مينيرو: “أتوقع أن يكون إنتاج هذا العام أقل، لذلك احتفظت بـ 40% من محصول 2024 كاحتياطي تحسبًا لأي طارئ.”

وفي الوقت نفسه، تشهد المفاوضات بين المزارعين والمشترين الدوليين تغيرًا كبيرًا في الأسعار. ويجري أرميلين حاليًا مفاوضات مع محمصة قهوة في سان فرانسيسكو، حيث يطلب 4.50 دولارًا للرطل، مقارنة بـ 3.05 دولارًا العام الماضي.

لكن البعض في القطاع يشكّك في استدامة هذه الأسعار المرتفعة. ويرى لويس نوربرتو باسكوال، مالك مزارع داتيرا المتخصصة في إنتاج القهوة عالية الجودة، أن العديد من المحامص قد لا تتمكن من تحمل هذه التكاليف، مما قد يدفعها إلى خفض التكاليف على حساب الجودة. وقال: “الجودة ستتراجع بلا شك.”

مع بقاء الطلب العالمي مرتفعًا ونقص الإمدادات، يواجه سوق القهوة فترة من التقلبات المستمرة.

Spread the love
نشر في :