أسعار القهوة تسجل مستويات قياسية وسط تقلبات حادة في السوق وتراجع عالمي للصادرات
شهدت أسواق القهوة العالمية اضطرابات لافتة في فبراير 2025، حيث وصل مؤشر المنظمة الدولية للقهوة إلى مستوى تاريخي غير مسبوق بلغ 354.32 سنتًا أمريكيًا للرطل، بزيادة 14.3% مقارنة بشهر يناير، متجاوزًا أعلى مستوياته التاريخية السابقة المسجلة في مارس 1977، ما يعكس حالة التقلب الشديدة والعوامل الاقتصادية المؤثرة على قطاع القهوة.
كانت الزيادة الكبيرة في الأسعار مدفوعة بشكل رئيسي بارتفاع أسعار فئتي “القهوة الكولومبية المعتدلة” و”الأنواع المعتدلة الأخرى”، حيث سجلت الأولى زيادة بنسبة 16.7% لتصل إلى 410.64 سنتًا أمريكيًا للرطل، في حين ارتفعت الأخرى بنسبة 15.5% لتبلغ 409.48 سنتًا أمريكيًا للرطل. كما سجلت “الأنواع الطبيعية البرازيلية” ارتفاعًا ملحوظًا بنسبة 18.3% لتبلغ 401.10 سنتًا أمريكيًا للرطل. وفي الوقت نفسه، حققت أسعار قهوة روبوستا ارتفاعًا بنسبة 7.2% لتبلغ 263.08 سنتًا أمريكيًا للرطل.
تراجعت صادرات البن الأخضر عالميًا بنسبة 14.2% لتصل إلى 9.72 مليون كيس في يناير 2025، مُسجلة بذلك الانخفاض الشهري الثالث على التوالي. كان البن من نوع روبوستا الأكثر تأثرًا، حيث انخفضت صادراته بشكل ملحوظ بنسبة 27.5% نتيجة الانخفاض الحاد في صادرات فيتنام بنسبة 43.8% بسبب نقص الإمدادات المحلية وتأثيرات استثنائية للعام السابق.
وفي المقابل، سجّلت القارة الإفريقية نموًا ملحوظًا في صادراتها بنسبة 7.1%، مع ارتفاع واضح في صادرات كوت ديفوار وأوغندا بنسبة 28.1%، الأمر الذي ساهم في تعويض جزء من نقص الإمدادات القادمة من فيتنام. بينما شهدت منطقة آسيا وأوقيانوسيا انخفاضًا بنسبة 31.9% مدفوعة بالتراجع الحاد في صادرات فيتنام، رغم أن إندونيسيا خففت جزئيًا من هذا التراجع بزيادة صادراتها بنسبة 47.4%.
وفي أمريكا الجنوبية، انخفضت الصادرات بنسبة 4.2%، مع تأثر كبير لصادرات بيرو التي تراجعت بنسبة 58.9% بسبب نقص المخزون المحلي نتيجة الطلب الزائد والضغوط على الإمدادات القادمة من إثيوبيا. من ناحية أخرى، حققت منطقة المكسيك وأمريكا الوسطى نموًا بنسبة 10.9% بفضل أداء قوي من كوستاريكا، غواتيمالا، هندوراس ونيكاراغوا، رغم تراجع الصادرات المكسيكية بنسبة 13.6%.
كما شهدت صادرات القهوة القابلة للذوبان انخفاضًا بنسبة 5.2%، فيما سجلت صادرات البن المحمص ارتفاعًا طفيفًا بلغ 1.4%.
ارتبطت تقلبات أسعار القهوة بعوامل اقتصادية متعددة، أبرزها تقارير سلبية حول ثقة المستهلك في الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، وزيادة الهوامش المالية المطلوبة لعقود البن المستقبلية، إلى جانب التعريفات الجمركية الجديدة التي فرضتها الولايات المتحدة والتي أثرت سلبًا على القوة الشرائية في السوق، فضلاً عن مشاكل السيولة التي واجهت التجار والتي ظهرت جليًا في إفلاس شركتي التجارة البرازيليتين “أتلانتيكا” و”كافيبراس”.
وتشير التوقعات الأولية لموسم حصاد فيتنام 2024/2025 إلى زيادة متوقعة بنسبة 10% في الإنتاج، ما قد يخفف من المخاوف السابقة المتعلقة بنقص الإمدادات العالمية، مع التوقعات بتحسن الظروف المناخية مع التحول من ظاهرة “النينيو” القوية إلى “النينيا”، مما قد يساهم في استقرار أفضل للأسواق خلال الأشهر المقبلة.
تابعونا للحصول على آخر التطورات والتحليلات الشاملة لاتجاهات سوق القهوة العالمية.