قهوتنا الإماراتية تحلق إلى العالمية عبر دبي
في يومٍ مشرقٍ من أيام الأحد، دعيت إلى ورشة مميزة حملت عنوان “قهوتنا – من المحلية إلى العالمية” وشعارها “خلّيها إماراتيه”، أقيمت في مقر الرابطة الثقافية الفرنسية في دبي. كانت التجربة منذ اللحظة الأولى تحفة ثقافية تجمع بين الأصالة والحداثة، وتنسج بخيوطها حكاية الإمارات وحبها العميق للقهوة.
امتزجت في هذه الورشة الروح الإماراتية الأصيلة مع الأجواء الودية التي نقلت الحضور إلى عالم قهوة محمّل بالمعاني والقيم الثقافية. وتنوع الحضور من مختلف الجنسيات، ليشكلوا لوحة فنية تحكي عن لقاء الثقافات، حيث جاء عشاق القهوة من كل حدب وصوب ليكتشفوا الأسرار المخفية بين حبوب القهوة.
أصل القهوة
خلال الورشة، تعرّف الضيوف على حكاية القهوة وأصلها العريق الذي يمتد عبر قرون طويلة. وتم تسليط الضوء على اليمن وإثيوبيا كموطنين أصليين للقهوة، حيث ازدهرت زراعة البن وتطورت تقاليده، واكتشف الناس قدرته على منحهم النشاط. وقد كانت اليمن هي البلد الذي نقل القهوة إلى العالم عبر ميناء المخاء الشهير، الذي شكّل نقطة البداية لتصدير أول شحنة قهوة إلى العالم في عام 1450.
شقت القهوة طريقها من هناك إلى شبه الجزيرة العربية ومنها إلى كل أصقاع العالم، ليصبح هذا المشروب جزءًا لا يتجزأ من حياة الناس وثقافاتهم.
التقاليد الإماراتية في تقديم القهوة ودلالات الفناجين
كما تم تعريف الضيوف بالأصالة الإماراتية في تقديم القهوة وتقاليدها العريقة، حيث لا تقتصر القهوة في الإمارات على المشروب نفسه، بل تتضمن طقوساً ذات دلالات عميقة وأسماء مميزة لكل فنجان يُقدَّم، ولكل اسم معناه الخاص:
فنجال الهيف (Finyal Al Haif): أول فنجان يقدمه المضيف للضيف كتذوق أولي، ليعرف طعم القهوة ويقر بقبولها.
فنجال الضيف (Finyal Al Dhaif): الفنجان الثاني يُقدم للضيف كرمز للضيافة والاحترام، وهو الأكثر تقديرًا حيث يدل على الترحيب والاحترام البالغ.
فنجال الكيف (Finyal Al Kaif): الفنجان الثالث الذي يرمز إلى المزاج والراحة، ويعني أن الضيف قد ارتاح واستمتع بطعم القهوة.
فنجال السيف (Finyal Al Saif): الفنجان الرابع يُقدَّم تعبيرًا عن الاستعداد للدفاع والمساندة، ويعود في رمزيته إلى روح الفروسية، حيث يرتبط بالتضحية والفداء في سبيل القبيلة أو الأسرة.
كان لهذه التفاصيل الثرية دور كبير في تعزيز تجربة الضيوف، حيث عاشوا من خلالها جواً إماراتياً أصيلاً، امتزج فيه عبق الماضي مع حداثة الحاضر، وتعمقوا في فهم تقاليد القهوة التي توارثتها الأجيال، وشاركوا في هذا اللقاء الثقافي الذي يُحلق بالقهوة الإماراتية إلى آفاق العالمية.
جسر ثقافي بين الإمارات وفرنسا
ورشة “قهوتنا”، بشراكتها مع الرابطة الثقافية الفرنسية، ليست مجرد حدث؛ إنها جسر جديد يُبنى لتعزيز الحوار الثقافي بين الإمارات وفرنسا، مما يجعل من هذه الفعالية نقطة التقاء تندمج فيها التقاليد الإماراتية مع الثقافة الفرانكفونية، وتضع الإمارات دبي على خريطة القهوة العالمية.
الأصالة والابتكار والعالمية
وفي تعليقٍه على تنظيم سلسلة ورش ” قهوتنا” التي تهدف إلى نشر ثقافة القهوة الإماراتية عالمياً، قال علي منصور، مالك شركة ‘قهوتنا’: ‘إن الابتكار الذي يميز دولة الإمارات في جميع مناحي الحياة هو ركيزة أساسية في مشروع “قهوتنا”، الذي يقدم القهوة الإماراتية بطرق وأساليب مبتكرة. وتأتي سلسلة ورش “قهوتنا” كجزء من احتفالاتنا بالأيام الوطنية لدولة الإمارات، حيث سيتم تنظيم ورش أخرى ، وسيتم الإعلان عن هذه الورش تباعاً.
قهوتنا ليست مجرد مشروع لبيع القهوة، بل هي قصة عن رحلة قهوة إماراتية متميزة تحولت إلى علامة تجارية عالمية. في الإمارات، نستلهم من رؤى زايد وراشد في كل ما نصنعه، ونطمح للوصول إلى العالمية.
قهوتنا تهدف لأن تكون علامة تجارية عالمية، مع متاجر في جميع أنحاء العالم تقدم القهوة الإماراتية بنكهات متنوعة. لقد طورنا منتجاتنا بشكل مبتكر حتى أصبح بإمكاننا تحضير قهوتنا في غضون دقيقتين، باستخدام أدوات متعددة، مع تسليط الضوء على آداب تقديم القهوة وطقوسها… “قـــــــــــهوتنا مشروع مبتكر، بدأ من إرث أجدادنا ويواكبه اليوم شبابنا.'”