توقعات بانخفاض أسعار القهوة العالمية بنسبة 20-30% بعد فبراير 2025
توقع رئيس جمعية “روسشايكوف”، راماز تشانتوريا، في تصريحات خاصة لوكالة تاس الروسية للأنباء، أن تنخفض أسعار القهوة العالمية بنسبة تتراوح بين 20-30% بعد فبراير 2025. وأوضح أن هذا الانخفاض المتوقع يأتي مع وضوح نتائج محصول القهوة في فيتنام وظهور توقعات أكثر دقة حول الإنتاج في البرازيل، ما قد يسهم في تهدئة الأسواق العالمية التي تعاني حاليًا من تقلبات حادة نتيجة الظروف المناخية الصعبة.
كانت وكالة بلومبيرغ قد أفادت في وقت سابق بأن أسعار القهوة وصلت إلى مستويات قياسية غير مسبوقة نتيجة نقص عالمي محتمل في الإمدادات. وأوضحت أن العقود الآجلة لقهوة أرابيكا في نيويورك يتم تداولها حاليًا عند سعر 3.44 دولار للرطل، وهو أعلى مستوى منذ عام 1977. وأرجعت بلومبيرغ هذا الارتفاع إلى الجفاف الشديد في البرازيل، الذي يهدد بخفض الإمدادات قريبًا، بالإضافة إلى تأثر محصول القهوة في فيتنام، التي تعد أكبر منتج لقهوة روبوستا، نتيجة الظروف الجوية غير المواتية.
راماز تشانتوريا أكد أن البرازيل، التي تساهم بحوالي 40% من الإنتاج العالمي، وفيتنام، التي تمثل نحو 20%، هما الركيزتان الأساسيتان للسوق العالمي. وأشار إلى أن أي تغييرات في إنتاج القهوة داخل هاتين الدولتين تؤثر مباشرة على الأسعار العالمية. وأضاف أنه بحلول فبراير 2025 ستصبح الصورة أوضح بشأن المحاصيل، مما سيمكن من تقديم تقديرات دقيقة للموسم القادم. وتوقع أن تبدأ الأسعار في التراجع التدريجي بعد هذه الفترة أو أن تستقر عند مستويات أقل من الحالية بنسبة قد تصل إلى 30%.
وأشار إلى أن الارتفاع الحالي في أسعار كل من قهوة أرابيكا وروبوستا يحدث لأول مرة بشكل متزامن، وهو أمر غير مسبوق. وأضاف أن ارتفاع أسعار روبوستا، الذي يُعد عادة الخيار الأرخص، تجاوز الضعف خلال العام الماضي نتيجة ضعف الإنتاج في فيتنام، مما أدى إلى تسجيل مستويات سعرية قياسية. وبيّن أن هذا الوضع يمثل تحديًا كبيرًا للشركات والمستهلكين على حد سواء.
تشانتوريا أوضح أن الشركات التي تنتهي عقودها الحالية لتوريد القهوة بأسعار ثابتة تواجه الآن تحديات كبيرة لتوقيع عقود جديدة بأسعار أعلى، مما سيؤدي إلى زيادة تكاليف الإنتاج وانعكاس ذلك على أسعار البيع النهائية للمستهلكين. لكنه أكد في الوقت ذاته أنه من غير المتوقع أن يشهد السوق العالمي نقصًا حادًا في الإمدادات، رغم استمرار الضغوط حتى فبراير المقبل.
في سياق متصل، أشار الخبير إلى تغييرات محتملة في أنماط استهلاك القهوة نتيجة ارتفاع الأسعار. فقد يتجه المستهلكون إلى البحث عن بدائل أقل تكلفة، مثل أنواع القهوة الممزوجة أو الحبوب الأقل جودة، ما قد يؤثر على مبيعات القهوة المتخصصة. وأضاف أن الشركات قد تضطر إلى ابتكار حلول جديدة لتحسين كفاءة الإنتاج وتقليل التكاليف لتجنب تأثير الأسعار المرتفعة على المستهلكين. ومع استمرار تأثير الظروف المناخية على المحاصيل، توقع أن تزداد الاستثمارات في ممارسات زراعية مستدامة لتحسين مقاومة المحاصيل للتغيرات المناخية.
ورغم هذه التحديات، أكد تشانتوريا أن الطلب على القهوة في روسيا سيظل قويًا، حيث لا يزال الاستهلاك في مستويات مرتفعة. وأوضح أن العام الجاري والعام المقبل قد يشهدان حالة من الركود أو انخفاضًا طفيفًا في استهلاك القهوة، لكنه سيبقى عند مستويات عالية نسبيًا رغم التحديات السعرية.