كوديمكار تكشف عن قهوة اليوبيل المئوي.. مذاق من تراث كومي-بيرمياك

كوديمكار تكشف عن قهوة اليوبيل المئوي.. مذاق من تراث كومي-بيرمياك

أطلقت مدينة كوديمكار مشروبًا مميزًا ضمن احتفالاتها بالذكرى المئوية لتأسيسها، حيث تم الكشف عن “Чöд Льöм раф”، قهوة فريدة ممزوجة بنكهات التوت البري والكرز البري. هذا الابتكار، الذي يعكس التراث الثقافي لمنطقة كومي-بيرمياك، تم تقديمه رسميًا في مركز المعلومات السياحية باسوك بارما كجزء من الجهود المبذولة للترويج للمكونات المحلية وتعزيز الهوية الثقافية للمنطقة.

الكرز البري، الذي يشكل عنصرًا رئيسيًا في المطبخ التقليدي لشعب كومي-بيرمياك، كان يُستخدم منذ قرون في المعجنات والمربيات. واليوم، يُعاد تقديمه في مزيج قهوة يجمع بين حبوب الأرابيكا المنتقاة والتوت البري المحلي والكرز البري المجفف بتقنية التجميد، مما يمنح المشروب نكهة غنية مع لمسة من الحموضة الناعمة. اسم القهوة، الذي يُترجم إلى “ندى الصباح في الغابة” بلغة كومي-بيرمياك، يعكس المشاهد الطبيعية للغابات الضبابية التي تميز المنطقة.

ماكسيم تشوغايينوف، مدير مركز باسوك بارما السياحي، أكد أن اختيار المكونات لم يكن عشوائيًا، بل جاء لتسليط الضوء على التقاليد الغذائية المحلية. وقال: “الكرز البري ليس مجرد مكون، إنه رمز لهويتنا. مع هذا المشروب، ندعو العالم لتذوق روح أرضنا.”

اعتبارًا من 24 فبراير، سيتمكن زوار كوديمكار من تجربة هذا المشروب الجديد في مركز باسوك بارما، مع خطط مستقبلية لتوفيره في المقاهي في جميع أنحاء مقاطعة بيرم. يأتي إطلاق القهوة ضمن برنامج احتفالي واسع يضم أكثر من 160 فعالية، بما في ذلك مهرجانات فولكلورية وأسواق للحرف اليدوية وسلسلة وثائقية عن تاريخ شعب كومي-بيرمياك.

يتزامن هذا الحدث مع افتتاح مطعم TÖB (الريح)، وهو أول مطعم راقٍ متخصص في المأكولات التقليدية لشعب كومي-بيرمياك، في فندق هامبتون باي هيلتون في مدينة بيرم. وسيقدم المطعم أطباقًا مستوحاة من الوصفات التراثية، مثل لحم الغزال المطهو مع العرعر، وخبز القراص، وحلويات مصنوعة من الكرز البري. وصرح ممثل وزارة السياحة الإقليمية بأن هذه المبادرات تهدف إلى الحفاظ على الإرث الثقافي للمنطقة، قائلًا: “لقد عاش أجدادنا على خيرات هذه الغابات—واليوم، ننقل هذا الإرث إلى العالم من خلال النكهات والمذاقات.”

مع اقتراب احتفالات الذكرى المئوية، تعزز كوديمكار مكانتها كمركز ناشئ للسياحة الذواقة في روسيا، حيث تمزج بين المكونات التقليدية والاتجاهات الحديثة مثل القهوة المتخصصة. ومن خلال هذا الابتكار، تقدم المدينة لمحة عن هويتها الثقافية وتساهم في تنمية قطاع السياحة الغذائية. وبالنسبة للزوار الذين يرغبون في استكشاف هذه التجربة، تقدم مقاهي كوديمكار ومساراتها الطبيعية ومعالمها الثقافية فرصة فريدة للانغماس في تاريخ المنطقة ونكهاتها المميزة. وقال تشوغايينوف: “الأمر لا يتعلق فقط بالقهوة، بل بإحياء الفخر بجذورنا—ودعوة الآخرين لاكتشافها أيضًا.”


  • كوديمكار هي مدينة في إقليم بيرم، روسيا، وهي المركز الإداري لمقاطعة كومي-بيرمياك، التي يسكنها تاريخيًا شعب كومي-بيرمياك، أحد الشعوب الفينية-الأوغرية الأصلية في روسيا. تقع المدينة على بعد حوالي 200 كم شمال غرب بيرم، وتُعد مركزًا ثقافيًا واقتصاديًا يحافظ على تقاليد ولغة ومأكولات كومي-بيرمياك. تلعب كوديمكار دورًا بارزًا في السياحة الإقليمية، حيث تعرض الحرف اليدوية، والفولكلور، والمأكولات المحلية. ويبلغ عدد سكانها حوالي 30,000 نسمة، مما يجعلها مزيجًا بين التراث التاريخي والتطور الحديث، مما يعزز مكانتها كوجهة رئيسية للسياحة الثقافية والبيئية في إقليم بيرم.
Spread the love
نشر في :