مقهى مسرى: رحلة جريئة تمزج بين التراث والابتكار في عالم القهوة المختصة

مقهى مسرى: رحلة جريئة تمزج بين التراث والابتكار في عالم القهوة المختصة

في مشهد تتنامى فيه ثقافة القهوة المختصة، يبرز مقهى مسرى كعلامة تجارية تمزج بين التراث والابتكار. تأسست قهوة مسرى على يد الزوجين خالد دويك (فلسطيني أمريكي) وتسنيم الجرجاوي (إماراتية فلسطينية)، وهي ليست مجرد علامة تجارية للقهوة، بل رحلة مستوحاة من التقاليد، وشغف عميق بالقهوة، ورؤية لخلق تجربة فريدة من نوعها.

مشهد القهوة في الإمارات العربية المتحدة مزدحم بالمنافسين، لكن مسرى يتميز بمزج النكهات الفلسطينية مع أجود أنواع حبوب القهوة، مما يوفر تجربة استثنائية لعشاق القهوة الباحثين عن شيء مختلف تمامًا.

في هذه المقابلة الحصرية، يشارك خالد دويك، المؤسس والرئيس التنفيذي لمقهى مسرى، رحلته الملهمة – من بداياته في تجربة القهوة إلى إطلاق علامة تجارية تدمج النكهات العربية بالقهوة المختصة. كما يتحدث عن تحديات الموازنة بين ريادة الأعمال والأبوة، ورؤيته للمستقبل، وما يجعل مقهى مسرى علامة تستحق المتابعة في صناعة القهوة المتطورة.

كيف بدأت رحلتك في عالم القهوة المختصة، وما الذي ألهمك لإطلاق مقهى مسرى؟

بدأ حبي للقهوة المختصة في عام 2018 عندما أصبحت مهووسًا بصنع القهوة المثالية – من استخراج الإسبريسو المتقن إلى توقيت عملية تحميص الحبوب بأدق التفاصيل. لكن لم يتحول هذا الشغف إلى مشروع حقيقي إلا بعد زواجي في عام 2022، حيث شجعتني زوجتي على تحويل شغفي إلى عمل تجاري.

مقهى مسرى يحمل دلالة شخصية عميقة بالنسبة لي. الاسم مشتق من “الإسراء”، الذي يرمز إلى رحلة النبي محمد (ﷺ) من مكة إلى القدس. لا يمثل ذلك فقط ارتباطًا مقدسًا بفلسطين، بل يعكس أيضًا رحلتنا المشرقة مع مسرى في تقديم قهوة استثنائية مع البقاء أوفياء لجذورنا الثقافية.

 في سوق مزدحم بالقهوة المختصة، ما الذي يجعل مقهى مسرى فريدًا من نوعه؟

الإمارات مليئة بالمقاهي الرائعة، لكن مسرى يقدم تجربة مختلفة تمامًا. نحن نمزج بين جودة القهوة المختصة وأصالة النكهات العربية من خلال تحضير شراب منزلي خاص بمكونات غير تقليدية مثل الزعتر، الميرمية، الهيل، والنعناع. هذه الإضافات تمنح تجربة نكهة متميزة تتناغم مع القهوة دون أن تطغى عليها.

كما أننا نقوم بتحميص الحبوب بأنفسنا لضمان أعلى مستويات الجودة. لكن ما يجعل مسرى أكثر من مجرد مقهى هو هويته الثقافية التي تعكس جذورنا وتبتكر في تقديم القهوة.

 ما هي أبرز النكهات الفريدة التي تقدمونها وما الإلهام وراءها؟

أكثر مشروب يلفت انتباه الناس هو لاتيه الزعتر! في البداية، يستغربه البعض، لكن بمجرد تجربته، يصبح خيارهم المفضل. الميرمية والهيل بالعسل والقرفة أيضًا من النكهات التي تحظى بشعبية واسعة.

كيف تختارون حبوب القهوة، وما الذي يجعل عملية الاختيار مميزة؟

حاليًا، نشتري الحبوب الخضراء من موزعين محليين يلتزمون بالممارسات الأخلاقية في الزراعة، لكننا نطمح مستقبلاً لإنشاء علاقات مباشرة مع المزارعين لضمان أعلى معايير الجودة والاستدامة.

 ما هي أكبر التحديات التي واجهتكم عند إطلاق مقهى مسرى؟

كان التوفيق بين وظيفة بدوام كامل، وإطلاق مشروع جديد، ورعاية مولود حديث العهد من أكبر التحديات. قررنا إطلاق المشروع بينما كنا نتعلم كيف نكون آباء لأول مرة! التوازن بين العمل والعائلة ليس سهلاً، لكنه تجربة ممتعة ومجزية.

كيف تعاملتم مع بيئة الأعمال في الإمارات؟

«كامرأة إماراتية فلسطينية، كنت دائمًا على دراية بالدعم الهائل الذي تقدمه دولة الإمارات لرواد الأعمال»، تقول تسنيم الجرغاوي. «من الموارد التجارية إلى المبادرات الحكومية، الفرص لا حدود لها. أجرينا أبحاثنا، واستشرنا أصدقاء أطلقوا أعمالهم، وفي النهاية، اتخذنا قفزة إيمانية. لا يوجد وقت “مثالي” للبدء، عليك فقط أن تمضي قدمًا»

ما الدروس الأساسية التي تعلمتموها منذ بدء المشروع؟

التواجد الفعال على وسائل التواصل الاجتماعي أمر بالغ الأهمية. المشاركة في الفعاليات المؤقتة (البوب أب) سمحت لنا بالتواصل المباشر مع العملاء وتعريفهم بالنكهات العربية المبتكرة. كما أن التواصل الرقمي القوي كان جزءًا كبيرًا من نجاحنا.

ما هي خطط التوسع المستقبلية؟

في الوقت الحالي، نركز على بناء مجتمع محب للقهوة حول علامتنا التجارية. نطمح لافتتاح مقهى خاص بنا يكون بمثابة منزل ثانٍ للعملاء، كما نأمل بالتوسع إلى أسواق جديدة مستقبلًا.

هل هناك خطط لدخول الأسواق العالمية؟

نعم، لدينا أصدقاء في الولايات المتحدة يطالبوننا بالفعل بافتتاح فرع في دالاس! سنتخذ خطوات محسوبة وفقًا للفرص المتاحة.

ما رأيك في ثقافة القهوة واتجاهات الصناعة في الإمارات؟

ثقافة القهوة في الإمارات قوية جدًا، مع انتشار المقاهي المختصة. نلاحظ أيضًا أن المشروبات مثل الماتشا تزداد شعبيتها. في مسرى، نركز على تقديم تجربة فريدة تعكس تراثنا العربي.

ما النصيحة التي تقدمها لرواد الأعمال الشباب الراغبين في دخول مجال القهوة؟

ابحث جيدًا، حدد شغفك، واستعد لسهر الليالي! الحب للقهوة وحده لا يكفي، بل يتطلب الأمر التزامًا وجهدًا مستمرًا.

ما التغيير الذي تود رؤيته في صناعة القهوة؟

أتمنى أن يكون الناس أكثر فضولًا تجاه تجربة النكهات الجديدة! فنجان القهوة قد يصبح تجربة استثنائية بمجرد إضافة لمسة من النعناع أو الزعتر.

في الختام مقهى مسرى ليس مجرد مقهى آخر في سوق القهوة المختصة، بل هو مزيج من الشغف، التراث، والابتكار. من خلال التزامه بالنكهات الفريدة، الاستدامة، والتواصل القوي مع العملاء، يبدو أن مسرى في طريقه لترك بصمة دائمة في عالم القهوة في الإمارات وخارجها.

Spread the love
نشر في :