A glass mug of coffee being brewed by a capsule machine with several plastic coffee pods on a dark table, symbolizing microplastic pollution concerns.

باحثون يحذرون من تهديد خفي في كبسولات القهوة

دبي – قهوة ورلد

مع تزايد الوعي بمخاطر الجسيمات البلاستيكية الدقيقة، حذّر باحثون من مصدر غير متوقع لهذا التلوث: كبسولات القهوة. فعلى الرغم من الجهود المبذولة للحد من النفايات البلاستيكية عبر استخدام الأكواب القابلة لإعادة الاستخدام والبدائل الصديقة للبيئة، إلا أن الخبراء يؤكدون أن طقوس القهوة اليومية قد تُعرّض الملايين لتلوث غير مرئي.

خطر خفي في مشروبات الراحة السريعة

تشير التقارير إلى أن نحو ثلث الأمريكيين ممن يشربون القهوة يعتمدون على آلات الكبسولات بفضل سهولتها وسرعتها. لكن هذا التسهيل، وفقًا للعلماء، قد يأتي بثمن صحي وبيئي باهظ.

تقرير نشرته مجلة تايم طرح سؤالًا جوهريًا: ماذا يحدث للبلاستيك داخل كبسولات القهوة أحادية الاستخدام؟

الإجابة المقلقة تكمن في الجسيمات البلاستيكية الدقيقة، وهي جزيئات لا يتجاوز حجمها خمسة مليمترات، تنفصل عن البلاستيك أثناء تحلله أو عند تعرضه لدرجات حرارة مرتفعة — مثل المياه الساخنة أثناء التحضير.

أدلة علمية متزايدة

في دراسة نُشرت في مجلة Science of the Total Environment، وجد البروفيسور محمد عبد الله، أستاذ الكيمياء البيئية في بريطانيا، أن جميع المشروبات الساخنة التي تم تحليلها احتوت على جسيمات بلاستيكية دقيقة، بمستويات أعلى من تلك الموجودة في المشروبات الباردة.

ورغم أن الدراسة لم تركز تحديدًا على كبسولات القهوة، إلا أن النتائج تشير إلى أن الحرارة العالية أثناء التحضير قد تُسرّع من انبعاث هذه الجزيئات.

ويقول عبد الله: «فهمنا لتأثيرات هذه الجسيمات لا يزال في مراحله الأولى»، مشيرًا إلى أن اكتشافها العلمي لم يتم إلا في عام 2004.

وجودها داخل جسم الإنسان

تؤكد الأبحاث أن هذه الجسيمات الدقيقة موجودة في كل مكان — من أعماق المحيطات إلى دم الإنسان ورئتيه وحتى دماغه.

ويحذر المهندس البيئي جاستن بوتشر من منتدى تغليف الأغذية قائلاً: «لدينا بالفعل أدلة على أن العديد من المواد البلاستيكية والجسيمات الدقيقة تحتوي على مواد كيميائية ضارة قد تؤثر سلبًا على الصحة».

ويشير تقرير تايم إلى أن المياه المستخدمة في آلات القهوة غالبًا ما تحتوي على جسيمات بلاستيكية، لكن القهوة الناتجة قد تحتوي على ما يقارب ثلثي كمية الملوثات أكثر من الماء المستخدم في تحضيرها.

ما الحل؟

حتى الآن، لا توجد سياسات حكومية واضحة لمعالجة مشكلة الجسيمات البلاستيكية الدقيقة. وتقول الباحثة تريسي وودروف من جامعة كاليفورنيا إن التغيير الحقيقي يتطلب تعاونًا بين الأفراد وصناع القرار.

وتضيف: «لا أحد يستطيع تغيير كل شيء بين ليلة وضحاها. المهم هو إحراز تقدم تدريجي، وعدم إلقاء اللوم على النفس، لأن الحل النهائي يعتمد على جهود الحكومات والصناعة».

وينصح الخبراء المستهلكين بـ تقليل استخدام البلاستيك متى أمكن، واختيار البدائل المعدنية أو الزجاجية، وتجنب المنتجات أحادية الاستخدام.

Spread the love
نشر في :
WhatsApp Icon