مجتمع القهوة في بورتلاند ينتظر التعافي رغم إلغاء الرسوم الجمركية
دبي – قهوة ورلد
بعد إلغاء الرسوم الجمركية على القهوة التي فرضتها الإدارة الأمريكية السابقة، لم يشهد مشهد القهوة المختصة في بورتلاند، أوريغون، سوى القليل من التعافي الفوري، حيث تواصل التكاليف التشغيلية المرتفعة الضغط على المقاهي ومحامص القهوة المستقلة.
بورتلاند، التي يُشار إليها غالبًا كحجر الزاوية في ثقافة القهوة الأمريكية، تعاني من ارتفاع حاد في أسعار القهوة الخضراء، مما يضاعف الضغط المالي على الشركات الصغيرة. حتى مع الإلغاء الرسمي للتعريفة المتبادلة البالغة 10%—التي فُرضت في البداية في أبريل—فإن فترة التأخير في سلسلة الإمداد العالمية تعني أن التكاليف المرتفعة ستستمر لعدة أشهر.
سلطت ليلى غمباري، مالكة شركة “غايلدر كوفي”، الضوء على الضغط الفوري، مشيرة إلى أن أكياس القهوة المختصة على أرففهم تُباع بالتجزئة بما يصل إلى 28.50 دولارًا. وصرحت قائلة: “هذا سعر كبير لكيس من القهوة”، موضحة أنه على الرغم من إلغاء الرسوم، فإن جميع المخزون الذي تم استيراده بالفعل إلى الولايات المتحدة لا يزال خاضعًا لهيكل التعريفة السابق. بالنسبة لعملها، أضافت هذه الرسوم البسيطة حوالي خمسين سنتًا إلى تكلفة كل كيس.
يأتي عبء هذه التعريفة وسط سوق مضطربة بالفعل. كانت أسعار القهوة العالمية ترتفع بالفعل بسبب الطلب الشديد على حبوب القهوة عالية الجودة والأحداث الجوية القاسية، مثل الصقيع الذي يضر بالمحاصيل في مناطق النمو الرئيسية. ووصل سعر التجزئة للقهوة المحمصة والمطحونة بنسبة 100% في الولايات المتحدة إلى ذروة تاريخية بلغت 9.14 دولارات للرطل في سبتمبر، وفقًا لأرقام صادرة عن بنك الاحتياطي الفيدرالي في سانت لويس—وهو تباين صارخ مع المتوسط الذي كان يزيد قليلاً عن 4.00 دولارات للرطل قبل الوباء في أواخر عام 2019.
أشار كريستوفر هيندون، أستاذ الكيمياء في جامعة أوريغون ومحلل صناعة قهوة محترم، إلى أن التعريفات تؤثر بشكل غير متناسب على المشغلين الصغار. وفي حين أن الزيادة الطفيفة في التكلفة قد لا تردع المستهلك العادي، فإنه يحذر من أن هذه التعريفات تهدد استدامة المؤسسات المحلية. وعلق هيندون: “من المحتمل أن المستهلك لا يشعر بفرق كبير في الوقت الحالي. لكنهم بالتأكيد سيلاحظون إذا أُجبر مقهى حيهم على إغلاق أبوابه.”
بالنسبة لمحامص القهوة المحلية، كان التأثير المالي وخيمًا. ووصف تشارلي ويكر، الذي يدير “تريل هيد كوفي”، الضريبة التي ألحقتها الرسوم بعملية التحميص لديه. فقد اضطر إلى تسريح موظفيه، وخفض قوته العاملة ليصبح هو وموظف واحد بدوام جزئي فقط. وشارك ويكر قائلًا: “حقيقة أننا ما زلنا نعمل هي نتاج مدخرات متراكمة للحفاظ على الأضواء مضاءة“.
إن سلسلة إمداد القهوة، التي تتطلب غالبًا من المحامص والمقاهي تقديم طلبات قبل أشهر عديدة، تعني أن التعافي الاقتصادي سيتحقق ببطء. وتتوقع غمباري أن “غايلدر كوفي” لن ترى أول شحنة لها من القهوة الخالية حقًا من الرسوم الجمركية تصل إلى مستودعها حتى فبراير.
بالنسبة لأصحاب الأعمال مثل ويكر، فإن الوصول الوشيك لهذه الواردات الأقل تكلفة أمر حيوي. ويمثل إلغاء الرسوم شريان حياة تشتد الحاجة إليه، والذي سيسمح للشركات الصغيرة بإعادة الاستثمار واستقرار عملياتها في العام القادم.
