Raha Shahsavar: Redefining Coffee Roasting in the UAE

رها شاهسوار.. من طقطقة الحبة الأولى إلى قمة التحميص في الإمارات

دبي – علي الزكري

بين ألسنة اللهب ودفء الحبوب المتوهجة، وُلدت قصة رها شاهسوار، الشابة التي أعادت تعريف التحميص كفنٍّ يوازن بين العلم والإحساس. بدأت رحلتها في إيران بشغف طفولي تجاه الروائح والحرارة والدهشة، لكنها وجدت في الإمارات أرضًا احتضنت موهبتها، فصقلت شغفها بالعلم والممارسة حتى أصبحت بطلة الإمارات الوطنية لتحميص القهوة لعام 2025.

رحلتها ليست مجرد حكاية نجاح مهني، بل ملحمة شغفٍ ومثابرة، تعكس كيف يمكن للحلم أن يتحول إلى لهبٍ من الإبداع عندما يُمسك صاحبه بالمسؤولية والشغف في آن واحد. بين رها الفنانة التي ترسم اللون والظل، ورها المُحَمِّصة التي ترسم النكهة والعطر، تتجلى امرأة جعلت من “الطقطقة الأولى” رمزًا للتحول والخلق.

في هذا الحوار الشيق، تفتح رها صفحات مسيرتها المُلهمة — من بداياتها المتواضعة في متحف القهوة إلى تأسيس محمصة “كراك كوفي”، ومن تجاربها الأولى مع النار والمذاق إلى الفوز باللقب الأرفع في مشهد التحميص الإماراتي.

تابعوا معنا لتتعرفوا على قصة رها شاهسوار، شغفها، فلسفتها، ورؤيتها لدور المرأة في صناعة القهوة المختصة. قراءة ممتعة.

ما الذي ألهمك لدخول عالم القهوة؟ وهل بدأت رحلتك في إيران أم في الإمارات؟

بدأت رحلتي مع القهوة في إيران، حيث سحرتني عوالمها الحسية — الروائح، والعلم، والمشاعر التي تثيرها. لكن هذه الرحلة نضجت فعليًا في الإمارات، حيث وجدت الفرصة والحرية لتحويل هذا الشغف إلى مهنة حقيقية.

ما أولى خطواتك في مجال التحميص؟ وهل واجهتِ تحديات تقنية أو ثقافية في البداية؟

في البداية، كانت إمكانياتي محدودة جدًا من حيث المعدات أو التوجيه المهني، فتعلمت بالملاحظة والتجربة والخطأ. بدأت باستخدام محمصة صغيرة في متحف القهوة، ومع الوقت طورت فهمي لانتقال الحرارة وسلوك الحبوب والمعايرة الحسية. كان التحدي الأكبر ثقافيًا أكثر من كونه تقنيًا، إذ كان عليّ أن أثبت نفسي كامرأة في مجال يغلب عليه الطابع الذكوري. وقد تطلّب ذلك مثابرة وتواضعًا وتعلمًا مستمرًا.

من كان الداعم الأكبر لكِ في مسيرتك المهنية؟

كنت محظوظة بوجود عائلتي وشريكي وأصدقائي من مجتمع القهوة، الذين آمنوا بقدراتي حتى قبل أن أؤمن بها أنا نفسي.

Raha Shahsavar: Redefining Coffee Roasting in the UAE

ما قصة تأسيسك لمحمصة “كراك كوفي”؟ ولماذا اخترتِ هذا الاسم؟

وُلدت محمصة “كراك كوفي” من الشغف والحاجة في آن واحد. أردت مساحة أستطيع فيها التحميص بحرية، والتعليم والتجريب والتعبير عن فن القهوة دون قيود. أما الاسم “كراك” فيرمز إلى “الطقطقة الأولى” أثناء التحميص — تلك اللحظة التي يتحول فيها العادي إلى استثنائي، رمزًا للتغيير والخلق.

كيف تنقلين شغفك بالقهوة إلى المنتج النهائي الذي يصل إلى الزبائن؟

أحرص على أن يحمل كل نوع من القهوة التي نُصدرها روحًا خاصة — تعكس جهد المزارع، وطابع المنشأ، وتفسيري الشخصي للنكهة. أقضي وقتًا طويلًا في التقييم الحسي وضمان الاتساق، وأولي اهتمامًا كبيرًا للتغليف والعرض، لأن تجربة القهوة تبدأ قبل التذوق. سواء كانت مخصصة للمقاهي أو الدورات أو للبيع بالتجزئة، أريد أن يشعر المستهلك بالعناية في كل تفصيل.

ما فلسفتك في التحميص؟ وهل تتبعين نهجًا معينًا في إبراز النكهات؟

فلسفتي تقوم على التوازن بين البيانات والحدس، بين السيطرة والإبداع. أعتمد على الإحساس الحسي لكني أُقدّر علم الكيمياء في التحميص. فكل منشأ وكل معالجة تحتاج إلى “حوار خاص” مع الحرارة. أحب أن أحمّص بشفافية، محافظًة على هوية القهوة بدلًا من فرض أسلوب عليها. هدفي هو إظهار إمكانات الحبة، لا إخفاؤها تحت طابع التحميص.

كيف كان شعورك بعد فوزك بلقب بطلة الإمارات لتحميص القهوة لعام 2025؟ وكيف استعددتِ للمسابقة؟

كانت لحظة مؤثرة جدًا، ليس فقط بسبب اللقب بل لأنها كانت تتويجًا لسنوات من العمل الجاد في المحمصة. استعددت بتركيز شديد خلال الأسبوعين الأخيرين، درست اللوائح بدقة، وأعدت ضبط مهاراتي، وتدربت على التحميص يوميًا تحت الضغط. الفوز لم يكن غايتي بقدر ما كان إثباتًا لنفسي أن الشغف والمثابرة قادران على تغيير المسار. كما كان لحظة فخر للنساء في عالم القهوة، رسالة بأن حضورنا وحرفيتنا تستحق أن تكون على تلك المنصّة.

Raha Shahsavar: Redefining Coffee Roasting in the UAE

كيف أثّرت شهاداتك مثل كيو أرابيكا جرايدر و كيو بروسيسنغ على مهاراتك؟

كانت تلك الشهادات نقطة تحول في مسيرتي. نظام الـQ علّمني تقييم القهوة بموضوعية والتعبير عن النكهات بدقة. أما Q Processing فقد وسّع فهمي لطرق المعالجة بعد الحصاد وتأثيرها على جودة الكوب — معرفة أطبّقها في كل قرار يتعلق بالمصدر أو التحميص. وبصفتي مدربة AST، تعلّمت أن التعليم هو أحد أعمق طرق التعلم.

بصفتكِ حكماً في بطولات القهوة العالمية، ما المعايير الأساسية التي تركزين عليها أثناء التقييم؟

الاتساق، والوضوح، والأثر العاطفي. بالطبع هناك بروتوكولات ومعايير حسية دقيقة، لكن ما يهمني أيضًا هو القصد — القصة التي يرويها المتسابق، وهل نجح في إيصال شيء ذي معنى من خلال كوبه أو أدائه. فالمسألة ليست الكمال، بل التواصل.

هل ما زلتِ تمارسين الفن التشكيلي؟ وهل ترين علاقة بين الحس الفني وعملك في القهوة؟

نعم، الفن ما زال جزءًا مني. أواصل الرسم والتصميم، وأرى في التحميص شكلاً آخر من أشكال الفن. كلاهما يحتاج إلى الملاحظة والصبر والإحساس بالتوازن. جانبي الفني يساعدني على “رؤية” النكهة والعاطفة، وهو ما يوجّهني في ابتكار الخلطات المفهومية. فالقهوة بالنسبة لي هي نقطة التقاء العلم والفن.

كيف تصفين دور المرأة في مشهد القهوة المختصة، سواء في إيران أو الإمارات؟

النساء دائمًا كنّ حاضرات، لكن غير مرئيات بما يكفي. اليوم، نرى المزيد من النساء في التحميص والتحكيم وريادة الأعمال، وهنّ يحققن ذلك بقوة. نحن نجلب التعاطف والإبداع والمرونة إلى هذه الصناعة. وكلما دعمنا بعضنا بعضًا، تطورت الثقافة أسرع وتجاوزت الصور النمطية القديمة.

ما نصيحتك للنساء الراغبات في دخول عالم القهوة، سواء في التحميص أو التحكيم أو ريادة الأعمال؟

لا تنتظري الإذن. تعلمي، افشلي، وحاولي مجددًا. لا تسمحي لأحد أن يشعرك بأنك بحاجة إلى إثبات قيمتك. طوّري معرفتك، واثقي بذائقتك، وكوني ثابتة. عالم القهوة ليس سهلًا، لكنه يكافئ الأصالة والشغف الحقيقي.

ما طريقتك المفضلة في التحضير: الترشيح أم الإسبريسو؟

قهوة الترشيح هي المفضلة لدي، لكنني أستمتع بالإسبريسو أيضًا.

محمصة تُعجبك عالميًا؟

محمصة “فينيكس” في الولايات المتحدة، أقدّر نهجهم في التجريب واحترامهم للحرفية.

مزرعة قهوة تحلمين بزيارتها يومًا ما؟

مزرعة “فينكا ديبورا” في بنما — إبداعهم في المعالجة والتطور الحسي يثير إعجابي بشدة، وأتمنى أن أعيش تلك التجربة بنفسي.

أغرب نكهة اكتشفتِها في كوب قهوة؟

قهوة “ليبيركا” من ماليزيا، معالجة بالعسل، بنكهات غريبة من الجاك فروت وشراب الورد وحلاوة متخمّرة خارجة تمامًا عن نطاق الأرابيكا المعتاد — تذكّرني بمدى اتساع عالم النكهات في القهوة.

Spread the love
نشر في :
WhatsApp Icon