رشة ملح تغيّر نكهة القهوة وتجعلها أكثر توازناً
دبي – قهوة ورلد
اجتاحت مواقع التواصل الاجتماعي مؤخرًا موجة جديدة من التجارب الغريبة في عالم القهوة، لكن هذه المرة لا تتعلق بمكائن متطورة أو حبوب نادرة، بل برشة بسيطة من الملح.
يؤكد عشاق القهوة أن إضافة كمية صغيرة من الملح إلى القهوة يمكن أن تخفف من مرارتها وتُبرز حلاوتها الطبيعية، لتمنح فنجانًا أكثر نعومة دون الحاجة إلى سكر أو كريمة. وتتعدد طرق الاستخدام بين من يرش الملح على البن قبل التحضير، ومن يضيفه مباشرة إلى الفنجان بعد التخمير.
ويشير خبراء التغذية إلى أن لهذه الخطوة أساسًا علميًا، فالصوديوم يؤثر على مستقبلات التذوق في اللسان، مما يقلل الإحساس بالمرارة دون أن يخفي الطعم الأصلي. وقد أثبتت دراسات عدة أن كميات صغيرة من الملح توازن المذاق وتزيد من الإحساس بالحلاوة، خصوصًا في القهوة الداكنة.
ويقول خبير علوم الأغذية إد ماكورميك: «تعمل أيونات الصوديوم على تقليل المركّبات المرة في القهوة وتُظهر الحلاوة الطبيعية فيها، دون الحاجة إلى السكر».
وترى البطلة الأمريكية في مسابقات الباريستا هيذر بيري أن الاستخدام المتوازن هو المفتاح: «يمكن للملح أن يُحسّن طعم القهوة الرديئة أو المحمصة أكثر من اللازم، لكنه قد يخفي النكهات الدقيقة في البن الفاخر».
أما اختصاصية التغذية جانيل بوبير، فتوضح أن تأثير الملح على الترطيب ضعيف جدًا، ولا يمكنه معادلة التأثير المدرّ للبول في القهوة، كما تنصح من يعانون من ارتفاع ضغط الدم أو أمراض الكلى بتجنبه.
ومع ذلك، تضيف بوبير أن الملح يقدم نكهة دون سعرات حرارية أو دهون، وهو خيار مناسب لمن يسعون لتقليل استهلاك السكر.
رغم أن الفكرة تبدو جديدة للعديد من عشاق القهوة في الغرب، فإنها تعود إلى قرون مضت في ثقافات مختلفة. ففي تركيا، تضيف العروس الملح إلى فنجان القهوة في طقوس الخطوبة، بينما يشتهر فيتنام بمشروب القهوة المالحة (كا في موي) الذي يمزج بين الإسبريسو والحليب المكثف والكريمة المالحة. وفي تايوان، تُقدم “قهوة البحر المالحة” في المقاهي الراقية، أما في بلدان الشمال الأوروبي فيُستخدم الملح لمعادلة الماء الغني بالمعادن.
حتى المقاهي الحديثة تبنت الفكرة؛ إذ باتت تضيف الملح إلى بعض المشروبات لتقوية النكهة وإبراز التوازن. وتقول كايتلين بورك، المتخصصة في تطوير المشروبات: «كما في الطهو، تُبرز رشة الملح النكهات الأصلية وتمنح القهوة طابعًا أعمق وأكثر امتلاء».
ورغم انتشارها عبر الإنترنت كموضة جديدة، فإن الحقيقة أن هذه العادة ليست سوى عودة إلى جذور علم الطهي القديم — فالقليل من الملح قد يكون سر فنجان قهوة متكامل التوازن.