إدارة ترامب تدرس خفض الرسوم الجمركية على القهوة
دبي – قهوة ورلد
أعلن الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، في مقابلة تلفزيونية مع شبكة فوكس نيوز، أن إدارته تدرس بشكل جدي إمكانية تخفيض الرسوم الجمركية المفروضة على واردات القهوة إلى الولايات المتحدة، في محاولة لتخفيف تكاليف المعيشة على المستهلكين الأمريكيين وتحفيز قطاع المقاهي والمستورِدين المحليين. وأوضح ترامب أن “الأسعار المرتفعة للقهوة تؤثر على ملايين الأمريكيين يوميًا، ونحن ملتزمون بإيجاد حلول عملية وسريعة لضمان وصول القهوة بأسعار معقولة لجميع الأسر“.
القرار المحتمل يأتي في وقت يشهد فيه السوق العالمي للقهوة تقلبات غير مسبوقة، إذ سجلت أسعار البن العربي (أرابيكا) مستويات قياسية في الأسواق الدولية خلال الأشهر الأخيرة نتيجة عوامل عدة، منها التغير المناخي وتأثيره على إنتاجية المحاصيل في الدول الرئيسية المنتجة مثل البرازيل وكولومبيا واليمن، بالإضافة إلى استمرار تبعات الحرب التجارية بين الولايات المتحدة وبعض الدول المنتجة للبن.
أوضح خبراء اقتصاديون أن تخفيض الرسوم الجمركية على القهوة يمكن أن يكون له تأثير مباشر على أسعار المستهلك النهائي، إذ تشير التقديرات الأولية إلى أن أي تخفيض بنسبة 10–15٪ على الرسوم قد يقلل تكلفة الكيلوغرام الواحد من البن المستورد بمقدار 2–3 دولارات، مما قد ينعكس إيجابًا على أسعار المشروبات في المقاهي ومتاجر التجزئة. وقال الدكتور سامي الحسن، أستاذ الاقتصاد الزراعي بجامعة كاليفورنيا، في تصريح لقناة سي إن إن: “خفض الرسوم الجمركية على القهوة خطوة استراتيجية يمكن أن تدعم كل من المستهلكين والشركات الصغيرة العاملة في قطاع المقاهي، لكنها تحتاج إلى متابعة دقيقة لضمان عدم التأثير سلبًا على الميزانية الفيدرالية“.
من جهتها، أعربت غرفة تجار ومستوردي القهوة في الولايات المتحدة عن ترحيبها بالخطوة المحتملة، معتبرة أنها ستخفف العبء على المستوردين الذين يواجهون تحديات متزايدة بسبب ارتفاع الأسعار العالمية والقيود الجمركية الحالية. وقال مايكل أندرسون، رئيس الغرفة، في بيان رسمي: “أي تخفيض للرسوم الجمركية سيكون بمثابة دعم مباشر للقطاع التجاري، وسيتيح لنا الاستمرار في توفير منتجات عالية الجودة بأسعار معقولة للمستهلكين“.
لكن بعض المحللين يشيرون إلى أن تخفيض الرسوم الجمركية قد لا يكون حلاً شاملاً لمشاكل الأسعار المرتفعة، إذ يظل جزء كبير من التحديات مرتبطًا بالإنتاج المحلي والعالمي للبن، والتقلبات المناخية التي تؤثر على جودة وكمية المحاصيل. وفي هذا السياق، أكدت سارة لورانس، خبيرة الأسواق الزراعية، في مقابلة مع قناة بلومبرغ: “خفض الرسوم الجمركية خطوة مرحب بها، لكنها ليست كافية وحدها. تحتاج الصناعة إلى استراتيجيات طويلة المدى تشمل تحسين الممارسات الزراعية، دعم المزارعين، وضمان استقرار سلاسل التوريد“.
البيت الأبيض لم يصدر بعد قرارًا رسميًا، لكن مصادر مطلعة نقلت لشبكة رويترز أن إدارة ترامب تستعد لإصدار دراسة مفصلة حول آثار تخفيض الرسوم الجمركية على الاقتصاد الأمريكي، مع التركيز على تأثيرها على المستهلكين، والتجار، والمزارعين المحليين. وتشير الوثائق الأولية إلى أن الإدارة تدرس عدة سيناريوهات للرسوم، تتراوح بين تخفيض جزئي بنسبة 5٪ وحتى التخفيض الكامل لبعض فئات البن المستورد.
ويأتي هذا الإعلان في سياق اهتمام متزايد من الحكومة الأمريكية بدعم قطاع الأغذية والمشروبات، بعد سلسلة من الزيادات المتتالية في أسعار المواد الغذائية والمشروبات الساخنة، والتي أدت إلى ضغوط على الأسر ذات الدخل المحدود ومتوسطي الدخل. وتوضح بيانات وزارة الزراعة الأمريكية أن متوسط أسعار القهوة في الولايات المتحدة ارتفع بنسبة 12٪ خلال العام الماضي، ما يعكس تأثيرًا مباشرًا على ميزانيات الأسر الأمريكية، ويزيد من أهمية أي إجراءات لتخفيض الرسوم الجمركية.
وفي ختام تصريحاته، شدد ترامب على أن هدف الإدارة هو تحقيق توازن بين دعم المستهلكين والحفاظ على مصالح الصناعة المحلية، مضيفًا: “نريد أن يستمتع كل أمريكي بفنجان قهوة دون أن يشعر بثقل الأسعار، ونؤمن أن خفض الرسوم الجمركية خطوة مهمة لتحقيق هذا الهدف“.
الخبراء يشيرون إلى أن أي خطوة رسمية قد تؤثر أيضًا على أسعار القهوة العالمية، إذ أن الولايات المتحدة تُعد أكبر مستهلك للبن على مستوى العالم، وأي تغيير في الرسوم الجمركية قد يعيد تشكيل ديناميكيات العرض والطلب في الأسواق الدولية، ويؤثر على المزارعين والتجار في دول الإنتاج الكبرى.
مع تزايد الضغوط الاقتصادية على المستهلكين، تبدو هذه الخطوة المحتملة كإشارة واضحة من إدارة ترامب لقطاع القهوة وللمستهلك الأمريكي على حد سواء، وتفتح الباب أمام مرحلة جديدة من التفاعل بين السياسة التجارية وأسعار المواد الأساسية مثل القهوة، وهو ما سيترقب العالم بأسره تطوراتها خلال الأشهر المقبلة.
