Deputy Minister Hoang Trung commended the achievements of Vietnam’s entire coffee sector during the 2024–2025 season.
Image Credit- Thanh Son

صادرات القهوة الفيتنامية تسجّل رقمًا قياسيًا وتتجه لزيادة جديدة في 2026

هو تشي منه – قهوة ورلد

اختتمت فيتنام موسم القهوة 2024–2025 بنتائج استثنائية تُعدّ الأفضل في تاريخ هذا القطاع الحيوي، إذ تجاوزت قيمة صادرات القهوة 8.4 مليار دولار أمريكي، وهو أعلى رقم تسجله البلاد منذ دخولها سوق تصدير القهوة العالمية. جاء ذلك خلال المؤتمر السنوي الذي عقدته جمعية القهوة والكاكاو الفيتنامية (VICOFA) في مدينة هو تشي منه يوم الجمعة 24 أكتوبر 2025، بمشاركة ممثلين عن وزارة الزراعة والبيئة وعدد من الشركات المصدّرة والمنتجين المحليين.

وأظهرت البيانات الصادرة عن الجمعية أن حجم الصادرات خلال موسم 2024–2025 (من أكتوبر 2024 إلى سبتمبر 2025) بلغ أكثر من 1.5 مليون طن من القهوة، بزيادة 1.8% في الكمية و55.5% في القيمة مقارنة بموسم 2023–2024، وهو ما يعكس التحسّن الكبير في الأسعار العالمية وارتفاع الطلب على القهوة الفيتنامية. وبلغ متوسط سعر التصدير 5,610 دولارات أمريكية للطن، بزيادة 52.7% عن الموسم السابق.

وأشارت الجمعية إلى أن الأسواق الأوروبية ظلت الوجهة الأولى لصادرات القهوة الفيتنامية، إذ استحوذت على نحو 47% من إجمالي الصادرات بما يعادل أكثر من 710 آلاف طن، وحققت قيمة تزيد على 4 مليارات دولار أمريكي. ومن بين ذلك، شكّلت دول الاتحاد الأوروبي الـ27 ما نسبته 40.1% من حجم الصادرات و39.4% من إجمالي قيمتها، ما يؤكد استمرار مكانة القهوة الفيتنامية في الأسواق الأوروبية رغم التحديات المرتبطة بتشريعات الاستدامة الجديدة.

وفي كلمته خلال المؤتمر، أشاد هوونغ ترونغ، نائب وزير الزراعة والبيئة، بالنتائج المتميزة التي حققها قطاع القهوة خلال الموسم المنصرم، معتبرًا أن هذا النجاح ثمرة الجهود المشتركة بين المزارعين، والشركات، والجهات الحكومية التي عملت على تعزيز جودة المنتج وتوسيع الأسواق الدولية. وكشف أن المساحة المزروعة بالقهوة في البلاد بلغت 731.9 ألف هكتار، منها 678.5 ألف هكتار دخلت مرحلة الإنتاج الفعلي، في حين بلغت مساحة إعادة الزراعة نحو 20 ألف هكتار، أي ما يعادل 96.4% من الخطة الوطنية.

وأضاف ترونغ أن الظروف المناخية المواتية خلال العام الماضي، إلى جانب الأسعار المرتفعة، حفّزت المزارعين على الاستثمار في تحسين مزارعهم وتكثيف العناية بالمحاصيل، مما أدى إلى رفع الإنتاجية وتحسين جودة الحبوب. ووفقًا للتقديرات الحكومية، من المتوقع أن يقترب إجمالي إنتاج القهوة الفيتنامية من مليوني طن هذا العام، مما يعكس متانة هذا القطاع في مواجهة التقلبات العالمية في أسواق السلع الزراعية.

وأكد نائب الوزير أن التعاون الوثيق بين VICOFA والجهات الرسمية والشركاء الدوليين أسفر عن إنجاز مهم تمثّل في بناء قاعدة بيانات وطنية لتتبع مصدر القهوة، تغطي حاليًا 137 ألف هكتار، وتُخطط لتوسيعها إلى 462 ألف هكتار، أي ما يعادل 80% من إجمالي المساحة المزروعة في منطقة المرتفعات الوسطى. وبفضل هذا النظام، صنّف الاتحاد الأوروبي فيتنام ضمن فئة “الدول منخفضة المخاطر” بموجب لائحة مكافحة إزالة الغابات (EUDR)، بحيث تُفحَص 1% فقط من شحنات القهوة المصدّرة إلى أوروبا. واعتبر ترونغ هذا التصنيف “تقديرًا عالميًا لشفافية القطاع وجهوده في تعزيز الممارسات المستدامة والمسؤولة بيئيًا”.

كما أوضح أن برامج القهوة الخاصة والمتميزة، ومشروعات القهوة عالية الجودة، إلى جانب برامج القهوة المستدامة منخفضة الانبعاثات التي أُطلقت في مختلف مناطق الزراعة، ساهمت في رفع القيمة المضافة للمنتج الفيتنامي، وبناء هوية قوية لعلامة “القهوة الفيتنامية” في الأسواق العالمية.

وأشار تقرير الجمعية إلى أن النصف الأول من عام 2025 وحده شهد تصدير أكثر من 1.27 مليون طن من القهوة، بقيمة تجاوزت 7.21 مليار دولار أمريكي، أي بزيادة 12.5% في الكمية وأكثر من 62% في القيمة مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، ما يعكس انتقال القطاع من استراتيجية زيادة الإنتاج إلى استراتيجية رفع القيمة عبر التركيز على الجودة وسلاسل التوريد المستدامة.

وفي ختام المؤتمر، أكدت جمعية القهوة والكاكاو الفيتنامية أن موسم 2025–2026 يُتوقّع أن يشهد زيادة في الإنتاج بنسبة 10% مقارنة بالموسم السابق، إذا استمرت الأحوال الجوية الجيدة. وأوضحت الجمعية أن الأسعار المشجّعة دفعت المزارعين إلى زيادة الاستثمارات في رعاية المحاصيل وتوسيع مساحات الزراعة، ما يعزّز فرص تحقيق موسم حافل بالإنتاج والنمو.

وشدّد هوونغ ترونغ على ضرورة أن يواصل القطاع العمل بروح جماعية للحفاظ على الزخم الحالي، داعيًا إلى اتباع التوجّهات التالية:

  • توسيع الإنتاج المستدام من خلال الالتزام بالمعايير الدولية مثل (RA, 4C, FLO, C.A.F.E. Practices)، وزيادة الاعتماد على نظم التتبع والرقمنة في سلاسل الإمداد.
  • التحول نحو التصنيع والتصدير عالي القيمة بدلًا من التركيز على القهوة الخام.
  • تطبيق أساليب الزراعة منخفضة الانبعاثات التي تقلل استخدام الأسمدة والمبيدات وتوفّر المياه.
  • تنويع الأسواق لتشمل آسيا وجنوب شرق آسيا إلى جانب أوروبا، مع تعزيز التجارة الإلكترونية عبر الحدود.
  • رفع الوعي بمتطلبات الأسواق المستوردة، خصوصًا التشريعات البيئية الأوروبية.

واختُتم المؤتمر بتأكيد المشاركين أن فيتنام، بفضل بنيتها التحتية الزراعية القوية واستثماراتها المتزايدة في الاستدامة والجودة، ماضية بثبات نحو تعزيز مكانتها كإحدى القوى الرائدة في تصدير القهوة عالميًا، مع توقعات بأن يحمل موسم 2025–2026 مزيدًا من النمو والإنجازات التاريخية لهذا القطاع المحوري في الاقتصاد الفيتنامي.

Spread the love
نشر في :
WhatsApp Icon