CNN: Rome’s Oldest Café Falls Silent After Bitter Legal Battle

سي إن إن: إغلاق أقدم مقهى في روما بعد نزاع قانوني طويل

دبي – قهوة ورلد

على مدى أكثر من قرنين، شكّل «أنتيكو كافيه غريكو» معلماً ثقافياً بارزاً في شارع فيا دي كوندوتي، حيث قصدَه الكتّاب والفنانون والنجوم والمسافرون للاستمتاع بأجواء أقدم مقهى في العاصمة الإيطالية. لكن كما أفادت سي إن إن، أصبح هذا المَعْلَم التاريخي اليوم صامتاً بعد معركة قانونية مريرة.

ففي الشهر الماضي، أغلق المقهى الشهير أبوابه. أُزيلت صور الزبائن البارزين، ومنهم بوفالو بيل، ونُقلت المقاعد المخملية الحمراء وأكشاك الجلوس وأدوات المائدة المذهّبة. المقهى الذي كان في ذروة ازدهاره ملتقىً لبرجوازية القرن التاسع عشر ونجوم حقبة «لا دولتشي فيتا» أصبح الآن مجرد قشرة فارغة.

الإغلاق جاء بعد نزاع طويل بين مشغّليه، كارلو بيلّغريني وفلابيا إيوتسي، وبين مالكه مستشفى إسرائيلـي روما. ووفقاً لـسي إن إن، بدأ الخلاف عام 2017 حين انتهى عقد إيجار امتد 80 عاماً، ورفع المستشفى الإيجار الشهري من 17 ألف يورو إلى 120 ألف يورو، مبرّراً ذلك بارتفاع أسعار العقارات في الشارع نفسه الذي يضم متاجر راقية مثل غوتشي وفيرساتشي وديور.

ارتفاع الإيجارات التجارية في قلب روما دفع العديد من الأعمال الصغيرة إلى الإغلاق خلال السنوات الأخيرة، وهي ظاهرة تفاقمت خلال جائحة كوفيد مع انتشار التسوّق الإلكتروني وخدمات التوصيل.

بيلّغريني قال حينها إنه مستعد لدفع إيجار أعلى «لكن ليس ستة أضعاف المبلغ القديم».

وفي عام 2024، ذكرت سي إن إن أن المستشفى انتصر أخيراً في معركة قضائية طويلة انتهت بإخلاء المقهى تمهيداً لتأجيره لمستأجر جديد.

حتى الشهر الماضي، ظلّت الجدران تحمل ذكريات روّاد لامعين: تشارلز ديكنز، هنري جيمس، جون كيتس، أورسون ويلز، أودري هيبورن وصوفيا لورين. كما ورد اسم المقهى في مذكّرات كازانوفا الذي تحدث عن «لقاء» جرى فيه، وأصبح الأريكة الخلفية التي نُسب إليها المشهد نقطة جذب للعشّاق عبر السنين.

ورغم الأسعار المرتفعة، واصل الزوّار القدوم لتجربة احتساء القهوة من نفس الأكواب التي استخدمها بيكاسو أو الأميرة ديانا.

الإخلاء الرسمي جاء في أكتوبر بعد خسارة خمس جولات من الاستئناف. أغلِق المقهى بمساعدة الشرطة العسكرية، واستُبدلت الأقفال، وأزيلت لافتة «مغلق للإجازة» التي ظلت معلّقة منذ سبتمبر.

وبحسب سي إن إن، أزال الموظفون قبل الإغلاق أعمالاً فنية وتماثيل وتذكارات تقدّر قيمتها بنحو 8 ملايين يورو بسبب خشيتهم من تسرّب مياه. هذه المقتنيات صادرتها السلطات لاحقاً وأصبحت تحت حماية وزارة الثقافة الإيطالية.

المستشفى أكد أن عائدات ممتلكاته تُستخدم حصرياً لخدمات الرعاية الصحية وأن رفع الإيجار هدفه «تحسين الخدمات لصالح المواطنين».

وفي تصريحات لـسي إن إن، قال المفوّض الخاص للمستشفى أنطونيو ماريا ليوتسابا إن المقهى سيعاد فتحه بعد استكمال أعمال الصيانة، مع الحفاظ على قيمته التاريخية وطابعه التقليدي تحت إدارة جديدة. لكن بيلّغريني ما زال مصمماً على مواصلة الصراع القانوني.

حالياً، يقف المقهى الذي كان يوماً رمزاً للحياة الثقافية مهجوراً على أحد أهم شوارع روما الراقية. يحدّق السياح عبر النوافذ إلى الداخل حيث تظل الأنوار مضاءة، لكن لا أحد يُعِدّ القهوة.

وقال مانويل كابّوني، أحد سكان المنطقة الذي اعتاد ارتياد المقهى يومياً لمدة 15 عاماً، لـسي إن إن«إنه أمر محزن أن ينتهي بهذه الطريقة… لكن هذه المدينة تجاوزت عواصف أسوأ. سيأتي مقهى آخر، وأسعاره بالتأكيد ستعكس الإيجار الأعلى».

Spread the love
نشر في :
WhatsApp Icon