دبي – قهوة ورلد

تتوالى التقارير العلمية التي تؤكد على الخصائص الصحية المتعددة لتناول القهوة، إلا أن هذه التقارير غالباً ما تغفل متغيراً حيوياً يؤثر بشكل مباشر على تلك الفوائد، وهو “السكر المضاف”. وفي محاولة لفك هذا الاشتباك، سلطت دراسة حديثة نُشرت في دورية The Journal of Nutrition الضوء على الحد المسموح به من التحلية الذي يضمن عدم تحييد المزايا الوقائية لهذا المشروب العالمي.

منهجية الدراسة: تحليل واسع النطاق

اعتمد الفريق البحثي في الولايات المتحدة على بيانات مستمدة من المسح الوطني لفحص الصحة والتغذية (NHANES) الممتد من عام 1999 إلى 2018. شمل التحليل عينة ضخمة بلغت 46,222 بالغاً فوق سن العشرين، حيث تم تتبع سجلاتهم الغذائية بدقة على مدار سنوات لمراقبة معدلات الوفيات العامة، وتلك الناتجة تحديداً عن أمراض القلب والأوعية الدموية والسرطان.

ثقافة الاستهلاك والجرعات المضافة

تعتبر القهوة والشاي المصدر الثاني للسكر المضاف في العديد من المجتمعات الغربية. وفي إطار الدراسة، تم تقسيم المشاركين بناءً على معدل الاستهلاك اليومي (من أقل من كوب واحد إلى أكثر من ثلاثة أكواب)، مع تصنيفهم وفقاً لكمية السكر المضاف إلى فئتين:

  1. الفئة الأولى: استهلاك منخفض للسكر (لا يتجاوز 2.5 جرام لكل 240 مل من القهوة).

  2. الفئة الثانية: استهلاك مرتفع يتجاوز هذه النسبة.

النتائج الإحصائية: أين تكمن الفائدة؟

أظهرت البيانات أن تناول القهوة يرتبط بانخفاض ملحوظ في مخاطر الوفاة وفق النسب التالية:

  • أقل من كوب يومياً: انخفاض المخاطر بنسبة 11%.

  • كوب إلى كوبين: انخفاض بنسبة 16%.

  • كوبان إلى ثلاثة أكواب: انخفاض بنسبة 17%.

  • أكثر من ثلاثة أكواب: انخفاض بنسبة 15%.

الخلاصة العلمية والتحذيرات

أكدت الدراسة أن التأثير الوقائي والمضاد للأمراض يقتصر حصرياً على تناول القهوة المرة (السوداء) أو تلك التي لا تزيد فيها كمية السكر عن 2.5 جرام (ما يعادل أقل من نصف ملعقة صغيرة). وتعد هذه النتيجة بمثابة تحدٍ للكثير من المستهلكين الذين اعتادوا إضافة كميات تتراوح بين 11 إلى 16 جراماً لكل كوب.

تشير الدراسة إلى ضرورة إعادة النظر في عاداتنا الغذائية، حيث إن تجاوز الحد الأدنى من التحلية قد يحرم الجسم من الخصائص الحيوية التي تقدمها القهوة، ويحول المشروب الصحي إلى مصدر لمخاطر التمثيل الغذائي.

الموازنة بين فوائد القهوة ومخاطر السكر.. رؤية علمية حديثة