دبي – قهوة ورلد
شهدت أسعار القهوة العالمية أداءً متباينًا خلال تعاملات الثلاثاء، في ظل تداخل عوامل مناخية وتجارية أثّرت على توازن العرض والطلب في الأسواق الرئيسية المنتجة والمصدّرة.
وجاء هذا التباين مع تسجيل عقود القهوة العربية تسليم مارس تراجعًا طفيفًا، مقابل ارتفاع عقود قهوة الروبوستا تسليم يناير، ما يعكس اختلاف أوضاع الإمدادات بين الصنفين.
وحصلت الأسعار على دعم ملحوظ نتيجة الفيضانات الواسعة التي ضربت إندونيسيا، أحد أبرز منتجي القهوة في العالم. وأفادت تقارير حديثة بأن الفيضانات أثّرت على نحو ثلث مزارع القهوة العربية في شمال سومطرة خلال الأسابيع الماضية، في حين بدت محاصيل الروبوستا أقل تأثرًا، ما حدّ من الخسائر الإجمالية في الصادرات الإندونيسية.
في المقابل، ساهمت الأحوال الجوية في البرازيل في تهدئة المخاوف بشأن الإمدادات. وذكرت مؤسسة الأرصاد الجوية “سومار ميتيورولوجيا” أن ولاية ميناس جيرايس، أكبر مناطق إنتاج القهوة العربية في البلاد، سجلت هطول أمطار بلغ 38.3 مليمتر خلال الأسبوع المنتهي في 19 ديسمبر، أي ما يعادل 76% من متوسطها التاريخي.
ورغم هذه العوامل الداعمة، لا تزال توقعات وفرة المعروض تضغط على الأسعار. فقد رفعت وكالة التنبؤات الزراعية البرازيلية تقديراتها لإنتاج القهوة في عام 2025 إلى 56.54 مليون كيس، مقارنة بتقدير سابق بلغ 55.20 مليون كيس.
وتواجه قهوة الروبوستا ضغوطًا إضافية نتيجة زيادة الصادرات الفيتنامية. وأظهرت بيانات رسمية ارتفاع صادرات فيتنام من القهوة بشكل حاد خلال نوفمبر، مع تسجيل نمو قوي في إجمالي الشحنات خلال الفترة من يناير إلى نوفمبر على أساس سنوي.
في المقابل، تلقت أسعار القهوة العربية بعض الدعم من تراجع صادرات البرازيل. وأفادت بيانات صادرة عن مجلس مصدّري القهوة في البرازيل بانخفاض صادرات القهوة الخضراء خلال نوفمبر مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي.
كما لعبت المخزونات دورًا مهمًا في حركة الأسعار. فقد انخفضت مخزونات القهوة العربية الخاضعة لمراقبة البورصات العالمية إلى أدنى مستوياتها منذ أكثر من عام قبل أن تتعافى جزئيًا خلال ديسمبر. وسجلت مخزونات الروبوستا مسارًا مشابهًا، مع تراجعها إلى مستويات منخفضة ثم ارتفاعها لاحقًا.
وعلى صعيد التجارة، تراجعت مشتريات الولايات المتحدة من القهوة البرازيلية خلال فترة فرض الرسوم الجمركية المرتفعة في وقت سابق من العام. ورغم خفض تلك الرسوم لاحقًا، لا تزال المخزونات الأميركية محدودة نتيجة تراجع الواردات خلال تلك الفترة.
وفيما يخص التوقعات المستقبلية، يُنظر إلى ارتفاع الإنتاج الفيتنامي كعامل ضاغط على الأسعار. وتشير تقديرات موسم 2025-2026 إلى زيادة الإنتاج في حال استمرار الظروف المناخية الملائمة، مع احتفاظ فيتنام بمكانتها كأكبر منتج لقهوة الروبوستا عالميًا.
وعلى المستوى العالمي، أظهرت بيانات حديثة تراجعًا طفيفًا في صادرات القهوة خلال الموسم التسويقي الحالي، ما يشير إلى بعض الشد في الإمدادات. إلا أن التوقعات طويلة الأجل ترجّح تسجيل إنتاج قياسي عالمي، مدفوعًا بزيادة إنتاج الروبوستا، مقابل انخفاض متوقع في إنتاج القهوة العربية، مع تراجع المخزونات الختامية مقارنة بالموسم السابق.


