مينسك، بيلاروسيا -قهوة ورلد

كشف نيكيتا تشاكوف، مؤسس شبكة المقاهي الرائدة في بيلاروسيا “ساوند”، عن استراتيجية توسعية وتحول جذري يهدد بإنهاء وظيفة “الباريستا” التقليدية لصالح الأتمتة الكاملة، مؤكداً في الوقت ذاته أن شبكته تحقق إيرادات شهرية تقترب من 700 ألف دولار أمريكي. هذه التصريحات القوية جاءت في حوار نشره موقع Myfin، حيث سلط تشاكوف الضوء على مستقبل صناعة القهوة في البلاد والخطوات التي تتخذها “ساوند” لتكون رائدة في هذا التحول.

وصف تشاكوف حالة السوق البيلاروسي بأنها متنامية، لا سيما في ثقافة القهوة، مشيراً إلى أن وعي المستهلك قد ارتفع بشكل ملحوظ خلال العقد الماضي بفضل جهود المقاهي الجديدة التي تركز على جودة المنتج والتدريب. ومع ذلك، لفت إلى أن بيلاروسيا لا تزال متأخرة مقارنة بالأسواق العالمية الكبرى؛ فمقابل كل 10 آلاف نسمة، يوجد في بيلاروسيا حوالي 5 ماكينات بيع قهوة ذاتية، بينما يصل العدد إلى 60 في الولايات المتحدة، ما يؤكد أن هناك مجالاً واسعاً لزيادة الاستهلاك. وأشار إلى أن الاتجاه الأساسي الذي لا مفر منه هو الأتمتة الشاملة التي ستطال كافة أشكال المقاهي.

ويرجع تشاكوف هذا التوجه القوي نحو الأتمتة إلى الارتفاع المستمر في تكاليف حبوب القهوة، وتكاليف العمالة، وصعوبة العثور على موظفين مؤهلين. وبشكل مفاجئ، يتوقع تشاكوف أن مقاهي الجلوس الكبيرة التي تحتاج تقليدياً إلى سبعة موظفين في الوردية، ستكتفي في المستقبل القريب بشخص واحد فقط، وهو مدير المكان، الذي سيكون مسؤولاً عن التنظيف وتجديد المخزون ومساعدة الضيوف، بينما تتولى التطبيقات، وماكينات القهوة الأوتوماتيكية، والثلاجات الذكية جميع مهام الخدمة والبيع. هذا التوفير الهائل في نفقات العمالة سيسمح للمستثمرين بتوجيه المزيد من الموارد نحو تحسين التجربة المكانية، مثل جودة الأثاث، وأنظمة الصوت، والإضاءة، لخلق “أجواء” يتحكم فيها المكان والعميل نفسه وليس الباريستا.

وفيما يخص الأسعار، توقع تشاكوف أن يستمر سعر فنجان الكابوتشينو الصغير في مينسك في الارتفاع ليصل إلى 9-10 روبل قريباً، مشيراً إلى أن السعر العادل حالياً يجب ألا يقل عن 7.5 روبل لتحقيق نموذج مالي سليم مع دفع رواتب جيدة. وعزا ارتفاع الأسعار إلى زيادة تكاليف البن الأخضر بنسبة 55% خلال العام الماضي، لكنه أشار إلى أن الأتمتة ستساهم على الأقل في إبطاء وتيرة هذا الغلاء.

وفي نموذج العمل القائم على الخدمة الذاتية، كشف تشاكوف أن نقاط “ساوند” تبيع حوالي 15 ألف كوب قهوة يومياً عبر شبكتها، وأن مبيعات النقطة الواحدة تصل إلى 38 كوباً يومياً، محققة ربحاً صافياً يتراوح بين 800 و1200 روبل شهرياً، بنسبة ربحية إجمالية تبلغ 25% من الإيرادات. وأكد أن هذا النموذج يوفر عائداً سنوياً يتراوح بين 75-80% على الاستثمار الأولي الذي يبلغ حوالي 5000 دولار، ما يجعله أكثر جاذبية من الودائع البنكية عالية المخاطر.

بالتوازي مع النمو في الأتمتة، أعلنت الشبكة عن عودتها إلى قطاع المقاهي الكبيرة التي تتجاوز مساحتها 70 متراً مربعاً، لكن بمفهوم متطور أطلق عليه “الموجة الخامسة”. يهدف هذا المفهوم إلى تحويل المقهى إلى “المكان الثالث”، حيث يقضي العميل فيه وقتاً أطول. وبناءً على دراسة كشفت أن 60% من زوار المقاهي هم أشخاص منفردون، سيتم تصميم 60% من أماكن الجلوس في مقاهي “الموجة الخامسة” لتناسب الفرد الواحد وتوفر له أقصى درجات الراحة. ولن يكون التركيز محصوراً على جودة القهوة فقط (التي يجب أن تكون من مستوى Specialty)، بل سيمتد ليشمل تقديم تجربة عاطفية متكاملة للعميل، من خلال التحكم في الإضاءة والموسيقى والتصميم، وتوسيع القائمة لتشمل أطعمة ذات جودة عالية ومشروبات عصرية صينية قائمة على الفاكهة والشاي. وتتطلب هذه المقاهي الجديدة استثماراً يبدأ من 50 ألف دولار، وتخطط “ساوند” لافتتاح 10 منها في عام 2026.

واختتم تشاكوف تصريحاته بالإشارة إلى أن الهدف بعيد المدى هو إنشاء علامة تجارية عالمية رائدة في التجارة الآلية. وتعتبر خطتهم الحالية لدخول السوق الروسية عبر نظام الامتياز الرئيسي خطوة استراتيجية أولى نحو تحقيق هذا الهدف العالمي.