دراسة رصدية تكشف عن ارتباط بين استهلاك كمية معتدلة من القهوة وإطالة التيلوميرات، مؤشرات الشيخوخة الخلوية، لدى فئة سكانية محددة

دبي – قهوة ورلد

أشارت أبحاث جديدة ومثيرة للاهتمام نُشرت في مجلة BMJ Mental Health إلى أن المشروب اليومي الأكثر شعبية في العالم قد يحمل مفتاحاً لإبطاء سرعة تقدم الجسم في السن، خاصة بين الأفراد الذين يعانون من اضطرابات نفسية كبرى. وقد رصدت الدراسة أن استهلاك القهوة بشكل منتظم ضمن حدود معينة يرتبط ارتباطاً وثيقاً بالحفاظ على صحة الخلايا وطول عمرها.

ركزت الدراسة على قياس التيلوميرات، وهي الهياكل الواقية الموجودة في نهايات الكروموسومات. يشبه دور التيلوميرات دور الأغطية البلاستيكية في نهاية أربطة الأحذية، حيث تحمي المادة الوراثية من التلف. ومع أن قصر التيلوميرات هو جزء طبيعي من عملية الشيخوخة، فإنه يحدث بمعدل متسارع لدى أولئك الذين يعانون من أمراض عقلية شديدة، مثل الفصام والاضطراب ثنائي القطب.

الحد الأمثل والفرق الزمني

شملت الدراسة 436 بالغاً يعانون من اضطرابات نفسية، وتم تصنيفهم حسب استهلاكهم اليومي للقهوة. اكتشف الباحثون أن الفائدة القصوى والملموسة تتركز تحديداً في فئة الاستهلاك المعتدل.

بالمقارنة مع المشاركين الذين لم يشربوا القهوة، ارتبط تناول ما يصل إلى أربعة فناجين يومياً بأطوال تيلومير أطول بشكل ملحوظ. بعد تكييف النتائج إحصائياً لعوامل مؤثرة مثل العمر، والجنس، والتدخين، ونوع المرض العقلي، تبين أن مجموعة مستهلكي القهوة المعتدلين تتمتع بأطوال تيلوميرات تعادل عمراً بيولوجياً أصغر بخمس سنوات.

ومع ذلك، أكدت الدراسة أن هذا التأثير الإيجابي لم يُرصد لدى أولئك الذين تجاوزوا هذا الحد وشربوا خمسة فناجين أو أكثر يومياً.

التفسير البيولوجي والتحذيرات

على الرغم من أن الدراسة رصدية ولا يمكنها أن تستنتج علاقة سبب ونتيجة مباشرة، يقدم الباحثون تفسيرات بيولوجية مقنعة لنتائجهم. يكمن السر في المركبات القوية المضادة للأكسدة والمضادة للالتهابات الموجودة في القهوة.

بما أن التيلوميرات حساسة للغاية لكل من الإجهاد التأكسدي والالتهاب، فإن هذه المركبات قد تلعب دوراً في الحفاظ على طول التيلومير، خاصة في فئة المرضى المعرضين أصلاً لتسارع في الشيخوخة الخلوية.

في الوقت نفسه، تضمنت الدراسة تحذيراً مهماً: يجب عدم تجاوز أربعة فناجين يومياً. وتشير السلطات الصحية الدولية، بما في ذلك إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA)، إلى أن الحد الأقصى الموصى به للكافيين هو 400 ملغ في اليوم (ما يعادل أربعة فناجين)، حيث أن تجاوز هذا الحد قد يؤدي إلى نتائج عكسية، بما في ذلك إمكانية التسبب في تلف الخلايا وتقصير التيلوميرات.