Site icon عالم القهوة

مريم إيرين.. حينما يلتقي الفن بالقهوة في قصة إبداع وشغف لا حدود لهما

في عالم مليء بالإبداع والتحديات، تسطع مريم إيرين كنجمة تجمع بين الفن والقهوة في تناغم ساحر. منذ طفولتها، كانت مريم محاطة بأجواء فنية ألهمتها لتصبح فنانة بصرية تشكل الألوان واللوحات، لكنها لم تتوقف عند حدود الريشة والقماش. وجدت مريم في القهوة عالماً جديداً يتيح لها استكشاف الإبداع من زاوية مختلفة.

اليوم، مريم ليست فقط فنانة، بل هي بطلة الإمارات لتحضير القهوة، مدققة جودة معتمدة (Q-Grader)، ومتخصصة في تكنولوجيا الأغذية. تمزج مريم بين هذه الأدوار المختلفة بانسيابية تُظهر شغفها بالحياة وسعيها الدائم لتحقيق التميز. ما يميزها ليس فقط إنجازاتها، بل شخصيتها المرحة والمحبة، ودعمها المستمر للمجتمع الذي تنتمي إليه.

في هذا الحوار الملهم، ندعوكم لاستكشاف قصة مريم، كيف بدأت رحلتها، وكيف تنسج خيوط الفن والقهوة معًا في نسيج إبداعي يعكس روحها وشغفها. ستجدون في كلماتها دعوة مفتوحة للاستمتاع بالتعلم، النمو، وتقدير الجمال في كل تفاصيل الحياة.

هل يمكنكِ أن تشاركينا قصة رحلتكِ مع القهوة والفنون البصرية؟ وكيف اجتمع هذان الشغفان في حياتكِ؟

بدأ حبي للفن، وخصوصًا الرسم، منذ طفولتي. نشأت في بيئة مبدعة، حيث كان إخوتي الأكبر مني شغوفين بالفن، وبعضهم احترف هذا المجال. تأثرت بهم بشكل كبير، ووجدت نفسي أنغمس في هذا العالم الفني بشكل طبيعي.

مع مرور الوقت، تعمّقت معرفتي بالقهوة، وأدركت أنها ليست مجرد مشروب، بل هي شكل آخر من أشكال الفن، وربما أعمق. قبل دخولي عالم القهوة، عملت في مختبرات تصنيع الأغذية، مما منحني منظورًا مختلفًا لفهم الأشياء. عندما اكتشفت القهوة، أدركت أنها تجمع بين العلم والفن، وتعاملت معها بشغف وفضول. وجدت متعة في تعقيداتها، واعتبرتها حرفة تدعوك دائمًا للتعلم والتجربة والابتكار.

ما الذي ألهمكِ للبدء بالمشاركة في بطولات القهوة؟ وكيف تطورت مقاربتكِ لهذه المنافسات على مر السنين؟

قبل ثماني سنوات، كنت مثل العديد من الباريستا الطموحين أنظر بإعجاب إلى الأشخاص الذين ألهموني وحققوا نجاحات ملهمة في حياتهم المهنية. أثناء تعلمي عن القهوة، أتيحت لي فرصة مشاهدة عروض البطولات والعمل في شركة كانت تشجع فريقها على خوض المنافسات.

مع مرور السنوات، تطورت القهوة وكذلك البطولات. لتواكب هذا التغير، كان عليّ أن أتعلم باستمرار، وأن أدفع نفسي للنمو، وأن أصبح نسخة أفضل من نفسي. كل منافسة شاركت فيها كانت درسًا جديدًا لي، وكل تجربة جعلتني أقترب خطوة نحو تحقيق هدفي.

 فوزكِ ببطولة الإمارات لتحضير القهوة هو إنجاز رائع. كيف كانت عملية التحضير لهذه البطولة؟ وما هي العناصر الفريدة التي قدمتها هذا العام؟

كان التحضير لهذه البطولة جهدًا جماعيًا بامتياز. من اختيار القهوة إلى جلسات التحميص المكثفة، كان العمل يعكس روح التعاون والشغف بين أعضاء الفريق.

العناصر الفريدة التي قدمتها هذا العام جاءت من التفاني والعمل الجماعي. كل خطوة، وكل تفصيل، وكل قرار تم اتخاذه بحرص واهتمام كبير. استخدام جهاز “Binocular Dripper” على المسرح كان نقطة تحول مهمة، حيث صممنا هذا الجهاز لتحضير مكونات القهوة بشكل منفصل، ما أتاح لي تقديم تجربة نكهة جديدة وفريدة.

ذكرتِ أنكِ تعلمتِ من الهزائم السابقة. كيف ساعدتكِ تلك التجارب في تشكيل استراتيجيتكِ لهذه البطولة؟

التغذية الراجعة من الحكام كانت الأداة الأهم التي اعتمدنا عليها. قمنا بتحليل التعليقات ونتائج التقييم من البطولات السابقة، وركزنا على النقاط التي يمكن تحسينها.

هذا العام، ركزنا على تحسين المجالات التي أخفقنا فيها سابقًا. كل ملاحظة أو انتقاد استلمناه كان بمثابة خطوة نحو النجاح.

في منشوركِ الأخير، أشرتِ إلى أهمية المجتمع ودعم الفريق. كيف ساهم فريقكِ في هذا النجاح؟

المنافسات ليست أبدًا عملاً فرديًا. كلما رأيتُ شخصًا ينافس، أذكر نفسي بأن هناك فريقًا كاملًا يقف وراءه.

هذا العام، عملت مع فريق متنوع شمل مدربي باغوس من “وايت مانتس”، وزملائي راكا، براتاما، ورانغا من “إنكاونتر”، ويوجي من “سبشالتي باتش”، وماريو من “تشارلي آند فريندز”. دعم الفريق كان القوة الدافعة وراء النجاح، وأنا ممتنة لكل شخص ساهم في هذه الرحلة.

كيف ترين تطور مجتمع القهوة في الإمارات؟ وما أكثر ما يحمسكِ في كونه جزءًا من حياتكِ؟

مجتمع القهوة في الإمارات يتجه نحو التعاون بشكل أكبر، خاصة في مجال البطولات. على الرغم من التنافس، إلا أنه من الملهم رؤية الناس يساعدون بعضهم البعض لتحقيق أهداف مشتركة.

في نهاية المطاف، نحن إما نفوز أو نتعلم، وكل تجربة تضيف إلينا شيئًا جديدًا وتمنحنا علاقات قيّمة مع أشخاص يشاركوننا نفس الرؤية.

كيف توفقين بين أدواركِ المختلفة كبطلة، فنانة بصرية، مدققة جودة، ومتخصصة في تكنولوجيا الأغذية؟ وكيف تكمل هذه الأدوار بعضها البعض؟

بالنسبة لي، هذه الأدوار ليست منفصلة. عملي في القهوة وفنيتي في الرسم ومهاراتي كمدققة جودة كلها أجزاء من هويتي. أعتبرها مكملة لبعضها البعض، وكل دور منها يثري الآخر.

 لقد استخدمتِ أدوات وتقنيات مبتكرة مثل جهاز “Binocular Dripper” وأكواب “Niware”. كيف تختارين التقنيات الجديدة وتدمجينها في عملية التحضير؟

تم تطوير جهاز “Binocular Dripper” منذ ثلاث سنوات بهدف تحسين النتائج في البطولات وتقديم تجربة مميزة. أما بالنسبة للأدوات الأخرى، فأترك القهوة نفسها توجهني في اختياراتي. أبحث دائمًا عن المعدات التي تعزز جودة القهوة وتبرز خصائصها بشكل أفضل.

من يلهمكِ في رحلتكِ مع القهوة؟ وكيف تحافظين على حماسكِ رغم التحديات؟

القهوة نفسها تلهمني، فهي عالم دائم التطور. أحب التحديات التي تواجهني، ولكن عندما أشعر بالإرهاق، أتوقف قليلًا، أتأمل، وأستمد طاقتي من شغفي بالقهوة وبمن حولي.

ما الرسالة التي تودين توجيهها لمحترفي القهوة والمنافسين الطموحين؟

الخسارة الحقيقية هي التوقف عن المحاولة. ليس من الضروري أن تكون المحاولة في المنافسات فقط، بل يمكن أن تكون في تحسين تجربة القهوة للمستهلكين، أو نشر المعرفة، أو تقدير الأشخاص الذين يجعلون هذه الصناعة مميزة.

كيف تستفيدين من التغذية الراجعة في تحسين أدائكِ؟

التغذية الراجعة هي الأداة الأهم التي نمتلكها للتطور. أحرص دائمًا على دراسة الملاحظات بعناية، وتحويلها إلى خطوات عملية للتحسين. كل نقد هو فرصة للنمو.

ما الذي يجعل القهوة تجربة ممتعة بالنسبة لكِ؟

القهوة ليست مجرد مشروب بالنسبة لي، إنها وسيلة للتواصل مع العالم ومع نفسي. أجد متعة في كل خطوة، من التحضير إلى التقديم، وفي التحديات التي تدفعني دائمًا لأكون أفضل.

Exit mobile version