يُعد البروتين عنصراً أساسياً في بناء العضلات والعظام والجلد والأنسجة الحيوية في جسم الإنسان. ومع تزايد الاهتمام بالأنظمة الغذائية الغنية بالبروتين، يبحث كثيرون عن طرق بسيطة لرفع استهلاكهم اليومي دون تغيير جذري في نمط حياتهم. إحدى هذه الطرق قد تكون أقرب مما نتصور: فنجان القهوة اليومي.
إضافة الحليب إلى القهوة ممارسة شائعة حول العالم، إلا أن الكمية المستخدمة عادة تكون محدودة، ما يجعل الأثر الغذائي للحليب التقليدي ضعيفاً. هنا يبرز دور الحليب المُرشَّح فائقياً، بوصفه خياراً عملياً لمن يرغبون في تعزيز القيمة الغذائية لمشروبهم الصباحي.
يمر هذا النوع من الحليب بعملية ترشيح إضافية تُقلل من محتوى اللاكتوز وتُركّز البروتين، ما يجعله أغنى بالبروتين وأقل في الكربوهيدرات مقارنة بالحليب العادي. وحتى عند استخدام كمية صغيرة منه في القهوة، يمكن تحقيق إضافة ملموسة للبروتين ضمن النظام الغذائي اليومي.
ولا تقتصر فوائد الحليب المُرشَّح فائقياً على الجانب الغذائي فقط، بل تمتد إلى الطعم والقوام. فارتفاع نسبة البروتين يمنح القهوة قواماً أكثر كثافة وملمساً ناعماً، إضافة إلى نكهة أغنى تتماشى مع مختلف أنواع التحميص، سواء كانت خفيفة أو داكنة.
استخدامات متعددة تتجاوز القهوة السوداء
تزداد أهمية هذا النوع من الحليب في المشروبات التي تعتمد على كميات أكبر من الحليب، مثل اللاتيه والكابتشينو ومشروبات الإسبريسو المختلفة. فهذه المشروبات تتيح فرصة أفضل لرفع محتوى البروتين دون التأثير على الطعم.
كما يتميز الحليب المُرشَّح فائقياً بقدرته العالية على تكوين رغوة جيدة، ما يجعله مناسباً لتحضير الرغوة الساخنة أو الباردة. ويمكن استخدامه في مشروبات القهوة المخفوقة، أو في إعداد رغوة منكهة تُضاف إلى القهوة المثلجة، أو حتى في المشروبات الممزوجة مثل الفرابيه.
وفي بعض الوصفات، يمكن لهذا الحليب أن يحل محل الكريمة الثقيلة أو الحليب قليل الدسم، مع الحفاظ على القوام الكريمي وتقليل التعقيد في المكونات. كما يمكن توسيع استخدامه خارج عالم القهوة، بإدخاله في تحضير العصائر المخفوقة مع الزبادي والفواكه المجمدة.
خيار مناسب للنباتيين
بالنسبة لمن يتبعون نظاماً غذائياً نباتياً، يُعد حليب الصويا من أفضل البدائل المتاحة لزيادة البروتين في القهوة. فعلى الرغم من شعبية بعض أنواع الحليب النباتي الأخرى من حيث النكهة، يوفر حليب الصويا توازناً جيداً بين القوام الكريمي ومحتوى البروتين، ويعمل بكفاءة في المشروبات الساخنة والباردة على حد سواء.
في النهاية، يمكن لاختيار نوع الحليب المناسب أن يحوّل القهوة من مجرد مشروب منبّه إلى جزء داعم لنظام غذائي متوازن، يجمع بين المذاق والقيمة الغذائية.



