غيّر خمس عادات في شرب القهوة لتقليل الدهون وتجديد حيوية الجسم
دبي ، 28 يوليو 2025 (قهوة ورلد) — لا تقتصر فوائد القهوة على منح الشعور باليقظة فحسب، بل يمكن أن تسهم، عند تناولها بطريقة صحيحة، في تقليل الدهون في الجسم والمساعدة على إبطاء مظاهر الشيخوخة. فقد أظهرت دراسة نُشرت عام 2025 وشملت أكثر من 45 ألف مشارك، أن من يشربون القهوة بانتظام (بمعدل 1.7 كوب يومياً) لديهم نسب أقل من الدهون الحشوية مقارنة بمن لا يتناولون القهوة.
ويعتقد خبراء التغذية منذ وقت طويل أن قدرة الكافيين على تعزيز عملية التمثيل الغذائي تُعد من الأسباب الرئيسة التي تجعل القهوة مفيدة في التحكم في الوزن. وقد أكدت عدة دراسات أن القهوة ترفع معدل الأيض بنسبة تتراوح بين 5% و20% لمدة تصل إلى ثلاث ساعات بعد شربها.
لكن للحصول على هذه الفوائد بشكل فعّال، لا بد من تجنب بعض العادات الخاطئة عند تناول القهوة. وفيما يلي خمس عادات يُنصح بتغييرها لتحقيق أقصى فائدة من القهوة في حرق الدهون وتجديد الحيوية:
أولاً: شرب القهوة في وقت متأخر من اليوم
تناول القهوة في ساعات المساء قد يؤدي إلى اضطراب النوم، إما بصعوبة في الاستغراق في النوم أو بنوم غير عميق، بسبب تأثير الكافيين على الجهاز العصبي. وقد يستمر تأثير الكافيين لعدة ساعات، ما ينعكس سلبًا على جودة النوم.
والنوم الجيد ضروري للوقاية من الأمراض، وتحسين الحالة المزاجية، والتركيز، ودعم الجهاز المناعي. كما أن اضطراب النوم قد يؤثر في توازن الهرمونات، مما يؤدي إلى ميل الجسم لتخزين الدهون وتناول كميات أكبر من الطعام خلال النهار.
لذا، يُستحسن التوقف عن شرب القهوة قبل موعد النوم بست ساعات على الأقل، ويُفضل التحول إلى القهوة منزوعة الكافيين في فترة ما بعد الظهر.
ثانياً: شرب القهوة غير المُفلترة
تشمل طرق التحضير التي تُنتج قهوة غير مفلترة استخدام أدوات مثل “فرنش برس”، أو الغلي بالطريقة التركية (إبريك)، أو تحضير الإسبريسو. وتحتوي هذه الطرق على زيوت القهوة التي تتضمن مركبات مثل “كافيستول” و”كاهويول”، وهي مركبات قد تُسهم في رفع مستوى الكوليسترول الضار والدهون الثلاثية في الدم عند استهلاكها بانتظام.
لذلك، يُوصى باختيار طرق تحضير القهوة باستخدام المرشحات الورقية، إذ تُسهم هذه المرشحات في التقليل من تلك الزيوت الضارة، مما يساعد في المحافظة على صحة القلب.
ثالثاً: إضافة كميات كبيرة من السكر والحليب
الإفراط في إضافة السكر أو الحليب المحلّى أو المكونات الصناعية إلى القهوة يُسهم في رفع السعرات الحرارية اليومية، ويزيد من خطر زيادة الوزن، وتراكم الدهون، والتعرّض للالتهابات المزمنة، كما قد يؤدي إلى اضطرابات في توازن بكتيريا الأمعاء المفيدة.
لذا، يُنصح بشرب القهوة السوداء دون إضافات، أو التخفيف من المحليات، أو استخدام بدائل طبيعية مثل العسل أو رحيق جوز الهند بكميات معتدلة، أو الحليب النباتي غير المحلّى.
رابعاً: شرب القهوة فور الاستيقاظ
على الرغم من أن الكثيرين يبدأون يومهم بتناول القهوة فور الاستيقاظ، فإن ذلك قد يتداخل مع مادة “الأدينوزين”، وهي مادة كيميائية تنظم الإيقاع الحيوي للجسم ودورة النوم والاستيقاظ. وقد يؤدي تناول الكافيين فورًا إلى تقليل فعاليته لاحقًا خلال اليوم.
يُفضل تأخير تناول فنجان القهوة الأول لمدة تتراوح بين 60 و90 دقيقة بعد الاستيقاظ، مع شرب الماء والتعرض للضوء الطبيعي وممارسة بعض الحركة الخفيفة في هذه الفترة لمساعدة الجسم على الاستيقاظ بطريقة طبيعية.
خامساً: استبدال الوجبات بالقهوة
يلجأ بعض الأشخاص إلى شرب القهوة بدلاً من تناول وجبة الإفطار أو إحدى الوجبات الأخرى، إما بهدف تقليل الوزن أو كعادة شخصية. غير أن هذا السلوك غير صحي، إذ لا تحتوي القهوة على العناصر الغذائية الكافية التي يحتاجها الجسم.
كما أن شرب القهوة على معدة فارغة قد يُسرّع امتصاص الكافيين، مما يزيد من احتمالية الإصابة بالحموضة أو الغثيان أو الارتجاع، نظرًا لطبيعتها الحمضية.
لذلك، يُوصى بتناول وجبة إفطار غنية بالبروتين أو وجبة خفيفة قبل شرب القهوة، لدعم عملية الأيض والمساعدة في ضبط مستويات السكر في الدم بشكل أفضل.
خاتمة
يمكن أن تكون القهوة حليفًا فعّالًا في دعم الصحة العامة والمساهمة في فقدان الدهون، لكن ذلك لا يتحقق إلا من خلال استهلاكها بطريقة مدروسة. وعبر تجنب العادات الخاطئة الشائعة في تناول القهوة، ومراعاة التوقيت المناسب والنظام الغذائي المصاحب، يصبح بالإمكان الاستفادة من هذا المشروب الشهير ليس فقط لليقظة، بل أيضًا لتعزيز الصحة والحيوية على المدى الطويل.