
المحمصون الأميركيون يتوقفون عن شراء القهوة البرازيلية بعد فرض رسوم جمركية بنسبة 50%
دبي، 20 أغسطس 2025 (قهوة ورلد) – أوقف المشترون الأميركيون صفقاتهم الجديدة مع البرازيل، أكبر منتج للقهوة في العالم، بعد دخول رسوم جمركية بنسبة 50% حيز التنفيذ هذا الشهر بقرار من الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب.
ووفقًا لوسطاء ومحمصين ومصدّرين تحدثوا إلى وكالة بلومبرغ، تتجنب الشركات الأميركية توقيع عقود جديدة وتسعى لإيجاد ثغرات في العقود القائمة لتفادي دفع الرسوم المرتفعة. كما طلب بعض المشترين تمديد جداول الشحن على أمل تخفيف الرسوم لاحقًا، بحسب ما أفاد به مجلس مصدري القهوة البرازيلي (Cecafé).
وقال الوسيط تياجو كازاريني: «الصفقات بين الولايات المتحدة والبرازيل توقفت تمامًا. لا أحد يشتري شيئًا حاليًا».
تزود البرازيل الولايات المتحدة بنحو ثلث وارداتها من القهوة غير المحمصة. وكان ترامب قد أعلن في أبريل عن رسوم جمركية بنسبة 10% على واردات زراعية من البرازيل ودول أخرى، قبل أن يرفعها إلى 50% اعتبارًا من 6 أغسطس. وترتبط هذه الخطوة بالنزاع السياسي الدائر بين ترامب والبرازيل، حيث يتهم ترامب السلطات هناك بـ “الاضطهاد السياسي” لحليفه الرئيس السابق جايير بولسونارو، الذي يواجه محاكمة بتهمة محاولة انقلاب ضد الرئيس الحالي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا.
بالنسبة للمحمصين الأميركيين، تشكل هذه الرسوم ضربة كبيرة. شركة زاذا كوفي في فلوريدا، التي تعتمد بنسبة 25% من وارداتها على البرازيل، تملك مخزونًا يكفيها من 14 إلى 16 أسبوعًا فقط. وقال مدير ابتكار القهوة في الشركة، جي بي خواريز: «لدينا فترة زمنية قصيرة ربما يتغير خلالها وضع الرسوم، لكن إذا استمرت بهذا المستوى فلن نطلب قهوة برازيلية مجددًا». وأكد أن الشركة تتجه للبحث عن بدائل من أميركا الوسطى والبيرو والمكسيك.
ومع ذلك، يرى خبراء أن حصة البرازيل المهيمنة تجعل استبدال قهوتها شبه مستحيل، خصوصًا أن العديد من المحمصين يحرصون على الحفاظ على ثبات المذاق في خلطاتهم. وقال جيم واتسون، محلل في بنك رابوبنك: «المحمصون لديهم خلطات يسعون للحفاظ على ثباتها مهما تغيّرت التكاليف». وتستخدم سلسلة ستاربكس على سبيل المثال حبوب الأرابيكا البرازيلية فقط.
مع تراجع الصفقات البرازيلية، تتجه أنظار المحمصين الأميركيين إلى كولومبيا وفيتنام وهندوراس، وفقًا لبيانات وزارة الزراعة الأميركية. وقد ترتفع واردات فيتنام – المنتج الرئيسي للبن الروبوستا الأرخص والذي يُستخدم غالبًا في القهوة الفورية – إلى مستويات قياسية تاريخية، إذ لا تتجاوز الرسوم المفروضة عليه 20% فقط. كما يمكن لإندونيسيا وأوغندا تعزيز حصتهما في السوق الأميركية بفضل رسوم أقل.
لكن السوق يواجه تحديات جديدة. إذ تُباع القهوة الهندوراسية حاليًا بزيادة تتراوح بين 30 و40 سنتًا للرطل فوق أسعار العقود الآجلة، فيما يتجنب المصدّرون الكولومبيون تقديم عروض خوفًا من قفزات سعرية لاحقة، بحسب تومـاس أراوجو، المتداول الأول في شركة StoneX.
وفي محاولة للتحوط، تلجأ علامات تجارية مثل كافيه أرُوما (Café Aroma) إلى شراء عقود آجلة للقهوة، إضافة إلى تنويع الواردات نحو أسواق ذات رسوم أكثر استقرارًا، وفق ما ذكرته نائب الرئيس بيرنادت غيريتي.
تداعيات عالمية
من المرجح أن تتحول الفوائض البرازيلية من السوق الأميركية إلى أوروبا، حيث يبحث المشترون عن قهوة قابلة للتتبع لتلبية لوائح الاتحاد الأوروبي الجديدة بشأن إزالة الغابات. كما أن السوق الصيني المتنامي قد يستوعب حصة أكبر من القهوة البرازيلية، ما سيترك المحمصين الأميركيين أمام إمدادات أقل وأسعار أعلى، وفقًا لديف بيرهيندز، رئيس قسم التداول في شركة سوكافينا (Sucafina).
وتستعد شركات مثل غريغوريز كوفي في نيويورك للتأثر المباشر، إذ وصلتها آخر شحنة برازيلية في 2 أغسطس قبل دخول الرسوم حيز التنفيذ، ما يؤمن لها مخزونًا حتى منتصف نوفمبر. لكن الشحنة التالية سُعّرت بالفعل بالرسوم الجديدة.
أما المحامص الصغيرة فتجد نفسها أمام معضلة صعبة. وقالت داريا ويلان، مديرة القهوة في شركة ريتشوال كوفي روسترز في سان فرانسيسكو: «امتصاص رسوم بنسبة 10% يكاد يكون مستحيلًا بالنسبة لشركة صغيرة، فما بالك بنسبة 50%، التي تبدو ساحقة ولا يمكن تحملها».