عمان – قهوة ورلد

نشرت وكالة أنباء الصين الجديدة شينخوا تقريرًا سلطت فيه الضوء على التحولات المتسارعة في نمط استهلاك القهوة في الأردن، حيث لم تعد القهوة حكرًا على المناسبات الاجتماعية، بل أصبحت جزءًا أساسيًا من الحياة اليومية، خاصة في المدن الكبرى وعلى رأسها العاصمة عمّان.

وأوضح التقرير أن وتيرة التحضر وتغير أنماط الحياة أسهما في تصاعد ثقافة المقاهي وانتشار القهوة المختصة، ما يعكس تحولًا أوسع في السلوك الاجتماعي والاقتصادي للأردنيين.

ونقل التقرير عن أمين العسوفي، رئيس دائرة الدراسات الاقتصادية والبحوث في غرفة صناعة عمّان، قوله إن القهوة في الأردن انتقلت من كونها رمزًا للضيافة في المناسبات إلى سلعة استهلاكية يومية، مشيرًا إلى أن الطلب شهد نموًا ملحوظًا، لا سيما في العاصمة، بفعل الكثافة السكانية وتغير أنماط العمل والحياة.

ووفقًا لبيانات الغرفة، استورد الأردن أكثر من 55.6 ألف طن من القهوة خلال عام 2024، بقيمة بلغت 151.2 مليون دينار أردني، فيما يصل متوسط استهلاك الفرد سنويًا إلى نحو خمسة كيلوغرامات، ما يعكس طلبًا مستقرًا ومتزايدًا.

وأشار التقرير إلى أن عدد المقاهي العاملة في المملكة تجاوز 1664 مقهى، مسجلًا زيادة بنسبة 9.6 في المئة مقارنة بعام 2023، مع تحوّل هذه المقاهي إلى مساحات متعددة الاستخدامات، تشمل اللقاءات الاجتماعية والاجتماعات غير الرسمية وأماكن للدراسة والعمل.

وفي هذا السياق، نقلت شينخوا عن محمد عودة، صاحب مقهى قهوة مختصة في غرب عمّان، قوله إن القهوة باتت مشروعًا مستقرًا نسبيًا، إذ يواصل الناس استهلاكها بغض النظر عن الأوضاع الاقتصادية، مضيفًا أن المستهلك قد يقلل نفقاته في مجالات أخرى، لكن القهوة تبقى جزءًا ثابتًا من روتينه اليومي.

من جانبها، ربطت عالمة الاجتماع فادية إبراهيم هذا التحول بتغير السلوك الاجتماعي، موضحة أن القهوة العربية التقليدية ما زالت تحتفظ بمكانتها كرمز للكرم والاحترام والتماسك الاجتماعي، خاصة في المناسبات الكبرى مثل الأعراس والعزاء وجلسات الصلح، في حين تستقطب المقاهي الحديثة الأجيال الشابة الباحثة عن مساحات مرنة وتجارب متنوعة.

وأشار التقرير إلى أن وسط عمّان لا يزال يحتضن مقاهي القهوة التركية التقليدية إلى جانب المقاهي الحديثة، في مشهد يعكس التعايش بين الموروث الثقافي وأنماط الحياة المعاصرة. ونقلت شينخوا عن سيف عبد المنعم، مالك مقهى “سنترال كافيه” الذي يعود تأسيسه إلى ثلاثينيات القرن الماضي، قوله إن المقاهي التقليدية تأثرت بانتشار المفاهيم الحديثة، لكنها لا تزال تحافظ على جمهورها الباحث عن الأصالة والأجواء الاجتماعية المألوفة.

واختتم التقرير بالإشارة إلى أن جوهر القهوة لدى الأردنيين يتجاوز شكلها أو مكان تقديمها، إذ تبقى رمزًا للتواصل الاجتماعي. ونقل عن المواطن أحمد خليل، البالغ من العمر 42 عامًا، قوله إن القهوة هي أول ما يُقدَّم للضيوف في جميع المناسبات، معتبرًا أنها تعبير عن الاحترام وحسن الضيافة قبل أن تكون مجرد مشروب.

Gallery

Gallery image 1
Gallery image 2
Gallery image 3
Gallery image 4